قوله تعالى على لسان يوسُف - وفي لفظة يوسفَ ستُّ قراءات وهي يوسَُِف و يؤْسَُِف -
{{ رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ
الْأَحَادِيثِ...}} الملك هنا في الظاهر هو الملك المعروف عند الناس أنه ذا منصب
وجاه ومال وما إلى ذلك قال {{ وَآتَيْنَاهُ مَنَ الْكُنُوزِ ...}} قصة قارون في
سورة القصص -الآية السابعة والخمسون، وماذا قال الذين يريدون الحياة الدنيا وماذا
كان رد وموقف فريقُ الذي أوتوا العلم ...لكن الملك الحقيقي هنا هو ملك النفس عندما
ملك نفسَه وكبح جماحها وصدها عندما غلّقت امرأة العزيز الأبواب وقالت هيْتَ لك
فكان ردُّه معاذَ الله واستعصم عن ذلك - ولا يعني ذلك أنه لم يمل إليها لولا أن
رأى برهان ربّه - هذا هو الملك الحقيقي ، ملك نفسه وضبطها ولم تملكه ، فكان
كالملائكة ، فماذا كانت نتيجة ذلك أن صار عزيز مصرَ عندما لم ينقدْ لرغبات نفسه
...يعني صراحة هذا أمر خطير للغاية أحيانا الإنسان يقع في المحظورات ويقف ضعيفا
أمام شهوات النفس ورغباتها ولا يملك زمام السيطرة عليها فمعصية هنا ونظرة هناك
ووو..وهذا الأمر مع كل إنسان إلا من ملأ الله قلبه بالإيمان ..وما العبد الفقير
الكاتب لهذه السطور من ذلك ببعيد ، فما أحوجنا لمثل هذا الدرس ،انظر كيف صار
العبيد ملوكا بطاعة الله ، فتزكية النفس من أعظم الفضائل وهو باب واسع في الأخلاق
...إن العبرة بالآيات القرآنية بعموم لفظها لا بخصوص سببها ، فما ورد وذُكر في
القرآن من دروس ومواقف وعبر هي لنا ؛ لنتعظ بها ، لنسير على هدى من هم قبلنا ،
ونتعلم من أخطاء غيرنا حتى لا نقع فيما وقعوا كقصص بني إسرائيل ...اللهم إنا نسألك
أن تقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك وأن تجنبنا الفواحش والفتن ما
ظهر منها وما بطن ..!!
 
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق