http://goo.gl/l3Kvop

الاثنين، 25 مايو 2015

الإرهاب والإجرام وخطر ذلك على الإسلام

يخلط الكثيرون في استخدام المفاهيم والمصطلحات في غير سياق موضعها ومن هذا الخلط أنهم يخلطون في استخدام مفهومي الإرهاب والإجرام ، فما هو الإرهاب ؟ وما هو الإجرام ؟ وما الفرق بينهما ؟ ومتى يصح استخدام كلٍّ منهما في سياقه الصحيح؟

الإرهاب في اللغة، مشتق من كلمة الرهبة وهو التخويف أرهب ، يرهب ، إرهابا ، فهو مُرهب والمفعول مُرْهَب ..أرهب فلانا ، خوّفه وأفزعه ...والإجرام مشتق من الجرم ،أجرم يجرم ، إجراما فهو مجرم ومُجْرَم للمفعول وأجرم الرجل، ارتكب ذنبا أو جنى جناية .
أفعال داعش هل هي إجرام أم إرهاب ؟؟ 
في الحقيقة تصنيف داعش بالإرهاب فيه ظلم لداعش والمصطلح ، فهناك شيء اسمه الإجرام ، فقطع الرأس بالسكين ليس سلوكا إرهابيا إنما سلوكا إجراميا ، وتهجير الناس وإجبارهم على اعتناق الإسلام أو قتلهم هي جريمة أيضا.
الأنظمة والدساتير والقوانين وضعت تعريفا للجريمة اصطُلح عليه وهو : أي فعل فيه تهديد أو انتهاك لحرمة الدم البشري ..وقد أدانت الأديان الجريمة وحدد الإسلام أساليبَ العقاب على هذه الجريمة ..في المقابل الإرهاب ليس مصطلحا قانونيا هو مصطلح يستخدم لأغراض سياسية ويخضع للمصالح والأهواء الغربية ..على سبيل المثال أفعال المقاومة الفلسطينية من وجهة نظر إسرائيل والغرب هي إرهاب وتستطيع أمريكا أن تصنف حركات التحرر بأنها إرهابية ، لكن لوعدنا للقانون الدولي لرأينا أن ما تفعله المقاومة الفلسطينية في غزة يقع في إطار الدفاع عن النفس وما تقوم به إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني يقع في باب الإجرام وهوعين الإجرام ، فهنا تظهر ازدواجية المعايير في استخدام المفاهيم والمصطلحات فالغرب وعلى رأسها أمريكا لا يسمون الأشياء بأسمائها وهم من يدعى أنهم أصحاب قانون ونظام وديمقراطية ، لكنهم في قمة التخلف وانعدام الإنسانية .
..الظلم الذي مورس بحق المجتمعات العربية وغيرها والاضهاد والتنكيل والأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية السيئة ،أنتجت فكرا متشددا متطرفا تمثله (داعش) وأنتج جماعات إسلامية ذاتَ طابعٍ راديكاليٍّ ..، وفي المقابل أنتج الغرب مفهوم الإرهاب ذي الأصل العربي المذكور في القرآن ولكنه نجح في تسويقه لتحقيق أهدافه ومخططاته ونجح في استغلاله لأجل أهدافه ، وللأسف الشديد نجح هذا الغرب في إلصاق الإرهاب بالإسلام واتهامه بأنه منبع الإرهاب ، وباعتقادي نحن ساهمنا في هذا الأمر وأظهرنا حقيقة ما يدعيه الغرب نتيجة أفعالنا ومانتج عن ذلك من تشويه لصورة الإسلام العظيم .
الغرب وقضايا الشعوب...
انظروا لظلم الغرب وازوداجيته في المعايير والكيل بمكيالين في التعامل مع قضايا الشعوب والأمم وحقها في تقرير مصيرها ..عندما كان يقاتل الجيش الإيرلندي كان بعض الأوروبيين يتعاملون معه على أنه يمارس حربا مشروعة لتقرير مصيره فلم يصفوه بالإرهاب ، لكن هذا الغرب وعلى رأسه أمريكا يصنف مقاومتنا المشروعة ضد الإحتلال بالإرهاب ، إنه يستخدم المصطلحات والمفاهيم حسب مزاجه .
عَوْدٌ على داعش فتسميتها بالإجرامية من حيث أنها أساءت للدين وأنها تقتل النفس البشرية وتسفك الدماء هذا ما يليق بها ولكل جريمة عقاب مناسب. 
أفعال داعش في العراق وسوريا وغيرها هو جريمة منظمة ، وأن داعش ومن لفّ لفيفها هي منتج عربي كما القاعدة وأن ما يحدث هو جريمة بحق النفس البشرية وبحق هذا الدين ، ويجب علينا أن نوصف ونسمي الأشياء بأسمائها دون أن ينتج لنا الغرب الوصف والعقاب ويصنف ويسمي حسب مزاجه واهوائه ومصالحه ..!!
وآخر دعوانا أنِ الحمد لله رب العالمين
  #بتصرف عن الرأي الأردنية / أيلول / 2014م - ذو القعدة / 1435هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق