http://goo.gl/l3Kvop

الاثنين، 25 مايو 2015

السميع البصير

{{ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً....حتى قولِه ....وَهُوَ الْسَّمِيعُ الْبَصِيرُ }}
إن المتأمل لهذه الآية والمتعمق لمعناها يستشعر عظمة الله وقدرته في إتمام هذه الرحلة المعجزة الخارقة للعادة في وقت قصير والتي منَّ الله بها على عبده ونبيّه - عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والتسليم - فعندما يقرأ المتدبر لهذه الآيات يتوارد إلى ذهنه أنه سيختم ما ذكر من معجزة خارقة بأن الله على كل شيء قدير فهو سبحانه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء ، لكننا نلاحظ أنه ختمها بقوله وهو السميع البصير ، فما دلالة ذلك ؟ دلالة ذلك ؛ أنه عندما خرج النبي -عليه الصلاة والسلام- من الطائف والدماء تسيل من قدميه الشريفتين وقد لاقى ما لاقى من الأذى من أهل الطائف وصبيانهم فخرج -صلوات ربي وسلامه عليه - مكسور الخاطر متألمّا حزينا في قلبه همٌّ وثقلٌ لما لاقى منهم ولردّهم لدعوته ،فسار حتى اتكأَ على حائط بستان ودعا بدعائه المشهور والذي يعبر عن حرقة ومرارة أصابته صلوات الله عليه والذي قال فيه : ( إِلَهِي إِلَى مَنْ تَكِلُنِي إِلَى عَدُوٍّ يَتَجَهَّمُنِي أَمْ إِِلَى قَرِيبٍ مَلَّكْتَهُ أَمْرِي...إلخ ) فجاءت حادثة الإسراء والمعراج تسليةً له واستجابةً لدعائه ، بعدما فقد مناصريه في الدعوة الإسلامية ومن كانوا له عونا في هذه الدعوة وعلى رأسهم زوجه خديجة وعمُّهُ أبو طالب ..#‏فائدة ذلك لا ينبغي على الإنسان المسلم أن يستعجل ويقول : دعوت فلم يستجبْ لي وما إلى ذلك من إظهار للتبرُّم وعدم الرضا ، فقد يُستجاب لدعائك بعد أيام أو شهور ، أو سنوات ، وهذا حاصلٌ ، فقد استجاب الله لدعاء نبيّه بعد فترة طويلة ؛ لذلك لحكمة ربانية أرادها الله قد تتأخر الإجابة ، وتتحقق بعد فترة ،فيلمس الداعي تغيُّرًا في حياته بعد هذا الدعاء ، فلا تتعجلوا بالإجابة ، فمن أسماء الله الحكيم ، هو أدرى وأعلم بك وأقرب إليك من حبل الوريد ..!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق