http://goo.gl/l3Kvop

الاثنين، 25 مايو 2015

لا تتضعضع لعدوك




في الأول من رمضان ، الجو حارٌّ جدّا ،درجة الحرارة قرابة الثلاثين درجة مئوية ونيّفًا ..الناس تغدو إلى أعمالها ...جنود من أجناس مختلفة يغلقون مدخلَ بلدةٍ بأكملها يتجاوز تَعدادُ سكانها الثلاثين ألف نسمة يغلقونه بالشريط الأحمر الممنوع والمكعبات الإسمنتية ، ويحكمون الإغلاق وكأننا قطيع من الأغنام ، فيسمح بالدخول ولا يُسمح بالخروج وصلت الحاجزَ للتوه مبكرا غاديا لأداء غرض ما ثم أعود ..ينطق الجندي ممنوع الخروج ..أُلحّ بالطلب خطوتان أقطعهما أصل لغرضي ..ممنوع الخروج ..اذهب من هنا ..اسلك طريقا آخر ..وهذا الطريق يحتاج لساعة على الأقل وأنا بخطوتين أصل لغرضي ..يا له من ظلم! ..ياله من احتلال !..أُصرُّ ومن معيَ بأن نخرج من هذا الطريق ..يهددنا ويتوعدنا ويصر على موقفه..وبعد عدة محاولات ومد وجزر باء كل ذلك بالفشل ..فكرنا بسلوك طريق آخر نعم ، إنها باللغة العامية (لفة - تهريب) هيا بنا ..إلى هناك ..وأخيرا وصلنا للطريق الالتفافي هرب من معي غربا وهربتُ شرقًا ..قضيت غرضي ثم عدت وقتَ الظهيرة والشمس حارقةٌ حارقه تشعط الجلد شعطا.. أريد أن أدخل ..ينطق الجندي : أعطني الهُّوِيّةَ ، أعطيته الهوية ..(آه كين -كين) أنت الذي هربت صباحا من أمامنا وقد قلنا لك ممنوع الخروج من هنا ..يا للأسف !! إنهم رأوْني صباحا عندما هربت لقد كنت مكشوفا لهم .. جعلت نفسي لا أفهم شيئا..أتحدث أنا أعطني الهوية ، قال: لن أعطيك إياها - مشكلتني هالهوية في أكثر من موقف هههه - المهم...قال لي أعطيك الهوية بعد أن تقف ثلاث ساعات والجو تصل درجة الحراة فية قرابة الثلاثين درجة مئوية..قلت له: لن أقف ..أتجادل أنا والجندي مع وصول رجلٍ للتوه يريد أن يدخل أعدنا الحوار الذي دار مرة أخرى قلت له: قل لهم ماذا يريدون بالضبط ؟ قال لهم ما باله ؟ قال الجندي : هذا هرب صباحا بعدما رفضنا خروجه فسلك طريقا أخرى (غير قانونية ) ولن نعطيه الهوية حتى يقف ثلاث ساعات هنا ..أقف في زريبة لا تتجاوز المتر على بعضها ودرجة الحرارة تصل الثلاثين ..قال الرجل لي: أأنت هربت صباحا ؟ قلت أنا ؟ أنا لم أهرب ، هذا غير صحيح..قال الجندي أنت مسلم وتكذب !! لقد أحرجني حينها...ماذا عساني أفعل دخل الرجل ولم أدخل ..ذهب الرجل وبقيت وحدي في عز الظهيرة ..الشمس أحرقتني وشعطتني شعطا ..أعدت الطلب من الجندي مرة أخرى أريد أن أدخل قال: لن تدخل حتى تقف ثلاث ساعات هنا قلت : لن أقف ..لقد أثرت الشمس الحارقة فيّ فأحسست وكأن دماغي يغلي وأعصابي ثائرة وبدأ صبري ينفدُ غضبت أخيرا ووضعت عقلي جانبا واستشظت غضبا قلت لهم : لا أريد الدخول ولا أريد الهوية وعدت أدراجي وقد أدرت ظهري غضبا متجها نحو الغرب من الطريق الالتفافي و قبل أن أغادر قال لي تأتي مساءً لتأخذها من القسم الثاني (الشفت) عدت مساء بعدما سلكت طريقا آخرَ ..وصلت البيت اغتسلت من عرقي وبردت أعصابي قليلا وارتاحت نفسي - الحمام نعيم من نعم الدنيا - عدت مساءً قبيل الإفطار كان الجو يميل للبرودة قليلا ..وصلت الشريط الأحمر ..وقف الجندي ماذا تريد ؟ أريد هويتي ..تكلَّمَ بالعبرية ..جعلت نفسي لا أفهم شيئا..فهم مرادي ..ذهب ثم عاد قال : أنت هربت صباحا ولن تأخذ الهوية حتى تقف ثلاث ساعات قلت: لن أقف ..نادى جنديٌّ آخر علي ..يا إلهي وأخيرا تجاوزت الشريط الأحمر ترى ماذا يريد مني ؟ أُكلِّم نفسي ..فإذا هو يريد إدخالي في الزريبة التي لا تتجاوز مترا على بعضها وقد رفضت ظهرا دخولها ..قال ادخل ..قلت لن أدخل وأدرت ظهري غاضبا والجندي يتكلم .. (هنا موقف خطير إنك لم تُقم اعتبارا للجندي المسؤول قد يزداد العقاب )..خرجت من الشريط الأجمر غاضبا والجندي يصرخ وسمعت صوتا لبندقيته إنني كنت جريئا حينها إنهم حثالات جبناء ..ياللهول ماذا فعلت؟؟ لقد أغضبت المسؤول عن الحاجز ..هويتي ..هويتي..لن تأخذ هويتك حتى تدخل هذه الزريبة ..ذهبت وجلست بالقرب من الحاجز فكرت في نفسي حدثني أشخاص موجودون هناك ..هذا عدوك ويجب أن تطيعه وإلا كيف ستأخذ هويتك؟ قلت: أدخل لوحدي في الزريبة ..لا أريد أن يدخلني رغما عني ..هدأت قليلا بردت أعصابي ..ذهبت إليهم دخلت الزريبة لوجدي ..جاء الجندي الروسي الأشقر ..قال: أراك قد عدت ودخلت لوحدك قلت : نعم أدخل لوحدي .مكثت في الزريبة فرابة الخمس دقائق ..نادى الجندي ..اخرج من هنا.. خرجت ..قال اجلس هناك جلست ..جلست منتظرا لعلهم يريدون إعطائي الهوية لعله خير أنتظر بفارق الصبر ...مضى الوقت أسلي نفسي بجوالي ..أنظر إلى الوقت ..يا إلهي ! اقترب موعد الإفطار وأنا هنا إني عطشان ظمآن ..لقد كان يوما حارا أصابني الإرهاق والتعب فيه ..أنظر إلى الجنود إنهم يشربون الماء إنهم يأكلون ..لقد وصلتهم المعونات والمؤمن ..أنادي على الجندي..( ..حيال ..حيال ..جاء الجندي (اسلخا) ! احنا اليوم صايمين بدنا نروح نفطر ماضل وقت..) وأشير له على يدي في إشارة للساعة وأشير له على فمي في إشارة للصيام وأريه الساعة على جوالي أتلطف في الحديث معه أسايره ..قال: انتظرْ..ذهب ثم عاد يا إلاهي جاء الفرج ..الهوية إنها الهوية ..قال: قبل أن تأخذ هويتك ..لمَ هربت صباحا؟ فاعترفت أخيرا بعد كل هذه الأحداث ..قلت : نعم هربت صباحا جئت إلى هنا ورفضوا فسلكت طريقا آخر وأنا غرضي قريب خطوتان أقطعهما أصل لغرضي وهم يريدونني أن أسلك طريقا تحتاج لساعة على الأقل ! ...نعم لقد اعترفت أخيرا ..وافق المسؤول على إعطائي هويتي بعد اعترافي بالحقيقة ..خذ هويتك ولا تعد إلى هنا إطلاقا ..لا نريد أن نراك في صباح اليوم التالي هكذا قالوا لي ..وقد عدت أدراجي مبتهجا بعودة هويتي ومبتهجا لأنني سأذهب لأفطر وأروي عطشي بعد يوم ذي مخاض عسير ..مليء بالأحداث مليء بدروس وعبر تعلمتها في هذا اليوم ..منها : كثير من الجنود يجيدون التحدث بالعربية لكنهم لا يتحدثون بها ويريدون جرك للغتهم العبرية لهدف ما * إن اليهود وجيشهم من أجبن الشعوب والجيوش على وجه الأرض * ساير عدوك إن لزم الأمر * لا تُري لعدوك تضعضعا منك في بداية الأمر * تصلب في موقفك فأنت صاحب حق..!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق