في عام 2009م كتبت بحثًا ضمن أحد المساقات التَربَوِيّة المتعلقة بالأوضاع
التربوية والتعليمية في فلسطين منذ ما قبل الانتداب البريطاني حتى نهايات القرن
االعشرين، وكان البحث في مجمله عن المناهج التعليميّة ومخاطرها وأضرارها على
الأجيال وما تحمله وتغرسه من أفكار مشوهّة وقيم منحرفة و تطرقت فيه لمواضيعَ عدّة
،واقترحت بعض الحلول والتوصيات للأخذ بها ، خلاصة
البحث التالي: * اتفاق أوسلو جلب لنا كارثة على كل الصُّعد والنواحي وضَرُّه أكثرُ
من نفعه ، كونَ أحدِ اشتراطاته والتزاماته ما يتعلق بالقطاع التعليمي وقضاياهُ *
هناك أيادٍ خفية تتحكم وتسيطر وتقوم بالتوجيه والإشراف على المناهج التعليمية تضع
ما تشاء وتزيل ما تشاء وتقوم بعملية تقنين للمناهج التعليمية ؛ أي خضوعُها لقوانين
واشتراطات يضعها المانحون والممولون لعملية تطوير المناهج التعليمية وهو الدعم
المادي الأوروبي الغربي الذي يقابله اشتراطات فيما يتعلق بالمناهج ومواضيعها
المطروحة *غرس لأفكار مشوهة ومضرة بعقول الطلاب والأجيال الناشئة على أصعدة مختلفة
منها السياسية والاجتماعية والتربوية والدينية وغيرها . #صفوة_القول فيما
سبق وهي خلاصة الخلاصة اختصرتها في عبارة واحدة لم تعجبْ البعضَ وأعجبت الكثيرين
على رأسهم مدرس المساق وهي ( فكما أن هناك دايتون للأجهزة الأمنية ، هناك دايتون
(2) للمناهج التعليمية تشبيها بالعمل لا بالاسم ) هذه الخلاصة والنتيجة التي وصلت
إليها هي لتقريب المعنى وتوضيحة فمناهجنا التعليمية مسيّرة وليست مخيّرة ومن يقوم
عليها مسيّرون وليسوا مخيّرين وهذه العبارة كانت من أكثر العبارات دِلالة ووضوحا
وتعبيرا عن واقعنا الذي نعيش ، فلا أرى تناقضا فيما أقول والواقع أصدق دليلٍ على
ما أقول فلا يلومنّني أحد فهذا هو الواقع وهذه حرية رأي وتعبير ينبغي احترامها وإن
كان الواقع غيرَ ذلك فليثبت عكس ذلك ، نحن لا نحكم أنفسنا وليس لنا استقلاليّة على
قطاعاتنا كافّةً ،فما يُقدم من دعم مادّي يُقابله اشتراطات من الغرب وأمريكا لكل
قطاع ومؤسسة يتم دعمها ، فنحن واقعون تحت رحمة الغرب والعرب ليس لنا سلطة على شيء
موجهون كالرموت كنترول ، هذه حقيقة لا ينبغي أن يجهلها أحدٌ ، ولنا فيما بعد حرب
غزةَ خيرَ مثالٍ ودرسٍ ، وكيف اشترطت هذه الدول الداعمة للإعمار ووضعها لشروط معروفة
للجميع ، وللأسف الشديد يلتزم أولئك باتفاقات ومعاهدات أكل الدهر عليها وشرب لم
يلتزم بها الطرف الآخر منذ توقيعها ونحن الذين ندفع الثمن نتيجة أخطاء كارثية
ارتكبت وترتكب على مدار عشرين عامًا ونيّف ، فَ الله نسأل حالا غير هذا الحال وأن
يرشدنا وينصرنا على القوم الفاسقين المفسدين وينصرنا على اليهود قتلة الانبياء
والمرسلين ، اللهم آمين آمين. #ومن_الحلولالمقترحة
* العمل على إيجاد وإعداد مناهجَ تعليميّةٍ، وتنقية هذه المناهج من الشوائب وما
يخالف أصولَ وقواعدَ الشريعةِ الإسلاميّة ،القائمة على العدل والإحسان والأمر
بالقسط واحترام الآخر والإحسان إليه والتعاون مع الآخر بما لا يضر شرعنا وإسلامنا
الحنيف ووفق ماتقتضيه الشريعة السمحة ، وذلك ممكن ضمن دولة خلافة إسلامية قائمة
على العدل والإحسان واحترام الآخر ، دولة تقوم على منهاج النبوة بنحو ما أمر به
الربّ العظيم و الرسول الكريم - عليه وعلى آله صلواتُ اللهِ - لقد مكث الرسول
الكريم ثلاثَ عشرةَ سنةً في الإعداد والتجهيز لقيام دولة الإسلام ، لم تُرق فيها
الدماء ولم تقطع فيها الرؤوس ولم يكفر فيها من يوحد الله وإن اختلفنا على ثانويات
فنحن متفقون في الأصول هكذا تُوِّجت الدولة الإسلامية التي بناها الرسول الأكرم
والنبيّ الأعظم * ومن الحلول الأخرى ، الخروج من عباءة الهيمنة الاستعمارية
الغربية الثقافية الفكرية التي تسعى لترويج أفكار شاذة منحرفة وقيم فاسدة من خلال
مناهجنا وإن قلتُ أن الاستعمار الغربي نجح في ذلك فعلا ونجح في ذلك عن طريق وسائل
أخرى مختلفة هي أسهل بكثير من وسائل عديدة صعبة فلا أكون مدعيّا ادعاءً على سبيل
الادعاء ولكن على سبيل الحقيقة والصحة والواقعية ، وهذا الخروج يتم من خلال وضع
استراتيجية تعليمية يضعها المثقفون وأصحابُ الأقلام والأساتذة الجامعيون ومندوبون
عن المدارس والوزارات يتم وضعها وفق ما يتناسب مع ما ذكرت آنفا ضمن قواعدِ الشريعة
ووفق المصلحة العليا للوطن والمواطن * الاعتماد على دعم مالي عربي إسلامي خالص نقي
من الشروطات والابتزاز السياسي والإملاءات التي تُفرض لأجل إرضاء العدو الصهيوني
... آمل أن أكون قد أوصلت فكرة وقضية هي في أمس الحاجة للعمل على متابعتها
والاهتمام بها والعناية بقضاياها فهي متعلقة بأجيالنا التي ستأتي بعدنا فكيف ستكون
نظرة هذا الجيل للواقع والآخر ؟ وكيف سيتعامل مع قضاياه المصيرية ؟ وكيف سيكون
سلوكه وانضباطه في المجتمع ؟ وبناءً على ماذا..!؟
وآخر دعوانا أنِ الحمد لله رب العالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق