http://goo.gl/l3Kvop

الجمعة، 24 فبراير 2017

" تأملاتٌ في الرحلةِ الطُّمَيْزيّةِ في زيارة الديار الحجازيّة "


" ماليزيا جوهرة دول شرق آسيا "
 
الشعب الماليزي شعب اختار طريق التطور والتحضر وعرف الوسيلة التي توصله إلى هدفه المنشود بأن يكون أدنى الدول في العالم فيها نسبة أمية حتى صارت ماليزيا مقصدا لطلاب العلم .. نهض هذا الشعب نهوضا يليق به فلم يرض البقاء في مؤخرة الأمم فكانت ماليزيا الإسلامية فخرا ومثالا يحتذى به لدول شرق آسيا وللعالم العربي إن وعى تلك الرسالة الماليزية ... كل الاحترام للماليزيين الذين التقيت بهم في رحلتي هذه حيث تعرفت على ثقافات الكثير من الشعوب وعاداتها وحركتها النهضوية القائمة على فكرة محمولة مغلفة بغلاف الأخلاق والقيم الإسلامية ..
اليمن وآل سعود
"
ادعاء آل سعود بالحرص على اليمن ادعاء كاذب غير صحيح "
"
مواطن يمني مغترب في بلاد الحجاز "
 
في رحلتي قابلت غير واحد من بلاد اليمن السعيد واستمعت منهم بعمق عن تذمرهم لما يحصل في بلادهم وأنهم غير راضين مما فعلته ما يسمى " بعاصفة الحزم" في بلادهم إذ عبروا عن حزنهم ولعنهم بصورة غير مباشرة لنظام آل سعود الذي دمر بلادهم فقلت لهم لقد كان اسمه اليمن السعيد ولكنه اليوم اليمن الحزين ... إن هذه الحرب مزقتهم كل ممزق إذ لا يذهبون لبلادهم إلا قليلا وبعضهم عبر لي بعدم رغبته بالرجوع لبلده المدمر المكلوم .. لقد شعرت بحجم المعاناة التي يعيشونها إذ يعملون بثمن بخس دراهم معدودة في بلاد النفط والبترول العربي الذي كان ينبغي أن يحول بلاد الحجاز لواحة خضراء.. لسلة غذائية ولكنه النظام الحاكم والسياسة اللعينة القائم على تبعية الفرد للنظام وتقييد حريته وفرض سياساته الاستعمارية الغربية على الناس ... في رحلتي مررت بأراض زراعية مزروعة بالقمح قبل أن يصل لمرحلة النضج يُحصد ويحول لمكعبات غذائية للحيوانات ، فمحظور عليهم أن يتحول هذا القمح لطحين يكفي البلاد والعباد .. مثل هذه الأنظمة يجب قمعها لأنها أنظمة مسرفة مجحفة تقدم المصلحة الخاصة على العامة ... إن هذه الحرب أنهكت ذاك النظام وجعلته في حَيْرة من أمره فقد بدأ شيئا بإرادته لكنه ليس بإرادته إنهاؤه .. ولا يعني ذلك الاصطفاف مع طرف ضد آخر فالكل مذنب مجرم بحق اليمن وأهله ... والله المسؤول أن يعود اليمن ، يمن الحضارات والتاريخ إلى سابق عهده وأفضل ..
في الطريق إلى جبل النور /غار حراء 
 
قلنا عند وصولنا مندهشين مسثقلين الأمر مستصعبين حين نظرنا للجبل من أسفل إلى أعلى : هل سنصعد كل هذا الجبل الضخم ؟ الجو حار !.. لو أننا جئنا في غير هذا الوقت ! .. لا ندري كم نستغرق في صعوده .. كانت هذه الأسئلة أول ما توارد خواطرنا إذ إن رؤيته من قريب تختلف عن رؤيته من بعيد، وحينها بدأت عوامل الانهزام الروحي تتسلل لواذا إلينا في أولهم العبد الفقير ولكني قلت : لا تنظروا للأعلى وانظروا أمامكم فقط واعقدوا العزم وتوكلوا الله مستعينين به وبدأت الروح المعنوية في ارتفاع وحدثت نفسي بأني سأصعد الجبل في خلال رقم قياسي .. وانطلقنا،.. إذ هي مغامرة لا بد من خوضها لكشف أسرار هذا الجبل وكيف جر الله نبيه لهذا المكان المرتفع لتكون من هذا المكان العالي وفيه رسالة السماء للأرض حيث خاتم الأنبياء والمرسلين والديانات دين الحق ليظهره على الدين كله .. في أثناء الصعود تلتقي بجنسيات شتى من كل أنحاء المعمورة .. رجال ونساء شباب وأطفال من كل الفئات العمرية .. يا ترى ما الذي دفع عجوزا احدودب ظهره وضعف بصره واقترب أجله لصعود جبل أصم لم تنمو فيه عشبة ولو صفراء وتلك هي المعجزة والعبرة في جعل هذه الأرض مكانا بلا زرع حيث جل وعلا على لسان أبي الأنبياء إبراهيم :" ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم. .." .. إن ما دفع هؤلاء العجز هو محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم والشوق لرؤية محراب عزلته وتعبده ... في الطريق قلت لنفسي إن أخذت استراحة طويلة فلربما أتكاسل ولكن لا بأس من التقاط الأنفاس لهنيهة من الزمن ... في الطريق اعترضني بعض المحبطين بأن الطريق أمامي طويلة ! ولكن هيهات هيهات يجد الكسل مكانا له عندي و واستمررت في الصعود حتى الهدف .. قابلني في طريقي - وكنت وحدي وقد تخلف ركبي - أناس يعيشون هناك يبيعون ويتسولون ويقيمون استراحات وكأنك في مكان حي بالحياة والحركة حتى سألت أحدهم باكستاني الجنسية : هل تصعد الجبل كل يوم وتنزل لتكسب رزقك؟ فأجاب نعم وقد أدهشني - سبحان الله - .. في الطريق قابلتني " قرود " تتكفف الصاعدين وتستولي على أشيائها عنوة وكأنها قطاع طرق ... كانت النهاية الوصول لمحراب سيد الخلق ونبي الحق بعد اصطفاف في طابور ينتظر المصطفون فيه صلاة ركعتين في محراب السعادة والزهد ...
" وإن تعجب فعجب من حارس مقبرة " البقيع "
 
قعدت مع هذا الحارس الذي فاجأني بثقافته الضحلة ومعرفته الهشه عن قضية المسلمين فلسطين وأرضها ، حيث تبادلت أطراف الحديث معه حول المقبرة ، ثم افتتح حديثا آخر معي بقوله - بعد أن عرف جنسيتي - : هل يمكنني أن أزور إسرائيل ؟ ...أكيد أنتم غلبتم اليهود ! ... في أي عام جاء اليهود لفلسطين ؟ ... نحن عندنا الإسلام والدين وأنتم عندكم متاع الحياة الدنيا !! ... إلخ
 
ردي عليه كان باردا ، لأنني أيقنت أنه يحمل تصورا آخر عن كل ذلك وربما لن يُغيّر التصورهذا خلال بضع دقائق ...
 
ما أود الوصول إليه أن كثيرا من العرب - ولا أعمم - يجهلون الكثير عن فلسطين وتاريخها وقد نشأوا ربما " بطريقة ممنهجة " على تزوير وتحريف للواقع من قبل مؤسساتهم.
 
وبلا شك هذا الحارس لا يمثل إلا نفسه والصورة التي يعطيها عن نفسه فقط .