مما لا شك فيه أن للتكنولوجيا أثر بالغ في حياة
الإنسان سواءٌ كان هذا الأثر سلبا أو إيجابا ، فنلحظ على صعيد مواقع التواصل
الاجتماعي أنه لا يكاد يخلو لأي إنسان صغيرا كان أم كبيرا حسابٌ على مواقع التواصل
الاجتماعي المختلفة ( فايس بوك - تويتر - واتس أب - وغيرها ) وهذا مما له تأثير
على علاقة الإنسان الاجتماعية بالآخرين فقد يجلس على هذه الصفحات أكثرَ مما يجلس
مع عائلته أو زملائه أو غيرهم ، فهو مصاب بالإدمان عليها فلا غنىً له عنها
ومفارتها ليس بالأمر السهل ،فكأنها أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياته ونظامها ...لقد
استهلكت هذه المواقع والصفحات واستنزفت الكثير من وقت الإنسان فهي إما تضيع لفائدة
أو غيرِ فائدة ...إن لهذه المواقع والصفحات أثرٌ على تكوين شخصية الطفل ونشوئه
مستقبلًا ، فقد تسبب له عزلةً اجتماعية ًوانطواءً ومشكلاتٍ اجتماعيةً أخرى قد يصعب
حلُّها مستقبلا مع تقدمه في العمر ...لقد أصبح الإنسان أسيرًا للتكنولوجيا ،
ضعيفًا أمامَها ، متّكلًا عليها ، أصبحت تتحكم في حياته اليوميّة ، فلا قدرة له
على الحياة دون المركبات والطائرات والاتصالات والكهرباء ، وغيرها من وسائل
التكنولوجيا الحديثة ؛ فنلحظ عند انقطاع التيار الكَهْرُبائِيِّ أن حركة الإنسان
ونشاطاته تصاب بالشلل وتتعطل مشاغله ، وقد مرت أيامٌ في الشتاء القارص أنه عند
انقطاع التيار الكهربائي يتأفّفُ الحاضرون والجالسون وينزعجون انزعاجًا شديدًا
ويشتمون وما إلى ذلك وعندما تعود ينطقون الشهادتين وكأنهم كانوا في جحيم أو مقبرة
مظلمة فتبتهج نفوسهم بعودة الكهرُباء وتعود حياتهم لطبيعتها ، فالكهرباء نورُ
المنزل والعمل بعد نور الله - عزّ وجلّ - ..ومما لا شك فيه أن الكهرباءَ في
المقابل سهلت على الإنسان القيام بنشاطاته وأعماله بكل سهولة ويسر وخفّفت من
الأعباء الملقاة عليه ..إن للتكنولوجيا سلبياتٍ كما أن لها إيجابيات ، فهي إما أن
تستخدم في الشّر فتدمر وتُبيدُ وإما أن تستخدمَ في الخير فتنفعُ وتُفيدُ
..!!
وآخر دعوانا أِن الحمد لله رب العالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق