http://goo.gl/l3Kvop

الأربعاء، 27 مايو 2015

" من أنا "

الاسم : مراد عبد الرحمن طميزه .
العنوان : فلسطين - الضفة الغربية - الخليل - إذنا - الشارع الرئيسي .
إيميل :morad.tomazy@yahoo.com.
الحالة الاجتماعية : أعزب .
تاريخ الميلاد : 30- 3- 1990م .
المؤهلات العلمية :
  1. شهادة الدراسة الثانوية العامة  في الفرع الأدبي عام 2008م.
  2. درجة الإجازة العالية  في اللغة العربية والتربية الإسلامية وطرائق تدريسهما -كلية التربية - جامعة الخليل.  2008 - 2012م .                
إمكانية التولصل عبر :
1. تويتر https://twitter.com/morad_tomazy
2. فيس بوك : https://www.facebook.com/profile.php?id=100009427991063
3. يوتيوب : https://www.youtube.com/channel/UC9FiJKonjfuNedG18DZeXxQ

الرّايةُ !!

في الحروب والمعارك الراية لها دِلالتها ورمزيَّتها ، فسقوطها يعني الهزيمة ولنا في غزوة مؤتةَ خيرَ مثال ، كيف تتابع الصحابة - رضوان الله عليهم - على حمل الراية والحرص على عدم سقوطها ، وكيف حملها جعفر الطيار بالرغم من بتر يديه إن دلّ ذلك على شيء فإنما يدل على رمزية الراية في القيادة ومكانتها ومركزيتها في الحروب والمعارك والغزوات ؛ ما دفعني إلى ذلك هو مشاهدتي لأحدى اللقطات في أحد المسلسلات، حيث يلاحقُ الثوار التواقون إلى الحرية العسكريينَ الأتراكَ الذين يحاربونهم ، وبالرغم من المسافة القريبة بين المجموعتين ، وهروب فريق العسكر بالتزامن مع القتال ، وإطلاق النار إلا أن أحدهم ظل حاملا رافعًا للراية فقلت في نفسي ( ولا يفلس ويرميها) فمن هنا سقوط الراية يعني الكثير وأستحضر مقولة أحد القادة الذي قال : لن تسقط الراية ولن تُخترق الحصون ..!!

تُرى أيُّهم تُمثل راية الإسلام الحقيقية هل هي السوداء بالكتابة البيضاء ؟ أم الخضراء بالكتابة البيضاء ؟ أم السوداء بالكتابة الصفراء ؟ أم غير ما ذُكر ، وبغض النظر عن أيِّها يمثل راية الإسلام الحقيقية ، فنحن نرى أنّ كلّ حزْبٍ بما لديهم فرحون وكلٌّ يدعي وصلًا بليلى وليلى لا تُقرُّ لهم بوصل ..الإسلام ليس محصورا في راية ؛ الإسلام أخلاق ، وتعامل، وكرم ، وعدل ، وإحسان ،وحسن جوار ، وأمربالقسط ، ونشر للفضيلة ، وتحبيبٌ للناس به واستقطابُ الآخرِ إليه ، وليس سفكَ دماء، وقطعَ رؤوس ، وتدميرٍ، وتخريب، يقول الله في كتابه العزير : ( لكُمْ دينُكُم وَلِيَ ديْنٌ ) هذا من أدب الإسلام في الحوار وعدم الإساءة للآخر ، فلم يقل لكم دينكم المنحرف، أو الضال فلم يعب عليهم ذلك ، ومن أدب الحوار مع الآخر قوله تعالى : ( وَإنّا أوْ إيّاكُم لَعَلى هُدَىً أوْ فِي ضَلالٍ مُبيْنٍ )، إنه أدب الحوار مع الآخر لاستقطابه وإقامة الحجة عليه والتعامل معه بالحسنى أسلوب في التحبيب والتقريب لهذا الدين، مع أن أحدَهم على هذى دون شكٍّ في ذلك لكن القرآن الكريم يعلمنا حسن الأدب والحوار مع الآخر واحترام رأي الآخر والتعامل معه بالحسنى لإقامة الحجة عليه وعدم التشدد في المواقف ..!!

خطأ وتصحيح

يخطئ البعض في كتابة أساسيات في النحْو والإملاء ومن ذلك عندما يقولون : (صلي على النبي ) عبارة عامة كثيرا ما تشاهد أو (لا تنسى ذكر الله) فهي بهذا الشكل خطأ والصواب (صلّ) و (لا تنسَ) لبناء فعل الأمر على حذف حرف العلة في الأولى وجزم الثانية بلا الناهية ..فلننتبه لمثل هذه البديهيات والأساسيات في لغة الضاد ، وكذلك عند الكتابة الإملائية ؛ فإن لم نحترم لغتنا ولم نقدرها فلسنا أهلا للنصر والتمكين والتحرير ولسنا أهلا لقيادة الأمم ...يعني أنا أحيانا أشك في نفسي ؛ لكثرة ما أرى من أخطاء في أساسيات اللغة خصوصا على صفحات التواصل ...عندما ترى طالبا جامعيا لا يجيد الكتابة السليمة ويخطئ في قواعد أساسية فهنا نضع علامة استفهام على مدارسنا وجامعاتنا ..هل الهدف تخريج أجيال ودفعات لا تجيد التحدث والكتابة بلغتها ؟..فعلا نحن نعيش كارثة تعليمية وأكاديمية ، لوخرج سيبويه من قبره لنتف شعر رأسه ؛ لكثرة الأهوال التي سيراها من أبناء لغة الضاد وهو ابن العجم ...وما أنا من ذلك ببعيد..!!

في السفارة الأمريكية بالقدس



مجرد التفكير بالسفر للولايات المتحدة الأمريكية  يعني ذلك أنك ستسافر للنصف الآخر من العالم وهذا ليس بالأمر السهل فالسفر لأمريكا أمر صعب في البداية .فقد لا تتم الموافقة على ذلك في بادئ الأمر وإن كنت سليم الوثائق وواضح الهدف  ..قصدت السفارة راغبا بالحصول على تأشيرة  للولايات المتحدة بعد تجهيز ما يلزم وحجز الموعد وما إلى ذلك ..أسير باحثا عن السفارة في شوارع المدينة التي أشتم فيها عبق التاريخ وحضارة الماضي وعراقته وكيف أصبح ساكنو هذه الشوارع من اليهود وغيرهم بعدما استولوا عليها ..وصلت السفارة بعد طول عناء وكثرة سؤال .إنها كبيرة المساحة ضخمة المباني شديدة التحصين والحراسة ..حتى إنني لم أعرف مدخلها ..نزلت من على درج يؤدي إليها ..اقتربت من إحدى المداخل ...استنفر الحراس من ذوي الأجسام الضخام  ..صرخ عاليا لاقترابي منه ...قلت :لأحدهم أريد السفارة ..أين السفارة ؟ وإذ بي في السفارة ..- لكبر حجمها ووجود ما يدل على أشياء ليست منها  دفعني للتخبط والارتباك – وإذ بي في السفارة الأمريكية ..حراس من الجيش ومن حراس السفارة ..أحدهم خاض معي في الحديث عن مجيئي ولمَ سأسافر وما شابه  ..أنتظر أنا وغيري عربا ويهودا بفارق الصبر الدخول للسفارة والاحتماء من وهج الشمس الحامية ..طلبنا الذهاب للحمام ..أمر ليس سهل تحتاج لأن تلح على الموضوع ..بعد أكثر من ساعتين ..دخلنا السفارة بعد إجراءات تفتيش دقيق...إنها سفارة وقنصلية محصنة تحصينا لا يوصف ..أبوابها الفولاذية والسمكية وغير ذلك ..دخلت القاعة ..أخذت رقمي لأنتظر دوري ..أنتظر في القاعة ..أناس كثيرون عربا ويهودا ..جاء دوري ..الشباك الأول ..وبعده آخر ..وهكذا وبين كل واحد والآخر استراحة ..حتى جاء الدور لمقابلة ممثل القنصل الأمريكي ..تكلم مترجم بيننا ..سئلت عدة أسئلة ..النتيجة لست مرفوضا ..لكن لن نتمكن من إعطائك تأشيرة ونتمنى لك النجاح في المرة القادمة ..فهناك بعض الخلل عندك في أوراقك ودلائل لا تدل على صحة ما جئت به..  وهذه ورقة من السفارة لتعديل الخلل ...كنت سألت الله إن كان في ذلك خيرا لي فليوفقني  إليه وإن لم يكن فلا أريد الغربة عن وطني ..والسلام ..!!

حدث ونتيجة




في يوم صيفي معتدل من أيام شهر أيلولٍ من العام 2008م قصدت تجمع الأجهزة الأمنية (المقاطعة) قاصدا بذلك مقر جهاز المخابرات العامة ؛لزيارة قريب لي من الدرجة الأولى وهو من الموقوفين السياسيين ..وصلت بوابة المقر استنفر الحارس المسلح وأخذ الهوية وبدأ يسال عن سبب مجيئي أجبته ..قال : انتظر وقد أخذ الهوية ذهب ثم عاد بعد برهة من الزمن وقال لي: ممنوع الزيارة ..أصريت وألحيت لا فائدة ..خرج أحد الحراس فقال غادر من هنا إذا لم يكن لك عمل ..غادرت عائدا للمنزل وما هي إلا سويعات وإذ بأخي يقول لي :اتصل جهاز المخابرات علينا وأخبرنا بكذا وكذا فماذا كنت تفعل؟ فأجبته ...بقيت مصرا على الزيارة ومضت الأيام والشهور حاولت خلالها مع أحد المعرّفين فلم تنجح ..بقيت مصرا حتى أتيحت لي الفرصة بالزيارة مع أخيه ووالدته وزوج أخيه ..وكان أخوه يحمل يحمل حقيبة يُخيَّل للناظر إليها أنها قطع من السلاح مفككة ولكنها عبارة عن قطع لآلة زراعية جاء بها لإصلاحها وعندما دخلنا المقر استنفر أفراد الجهاز واخذوا الحقيبة وكانوا على درجة عالية من الحساسية ..تمت إجراءات التفتيش واخذ الجوالات ودخلنا للزيارة وأنا أسير في ممرات المقر مندهشا متعجبا أتلفت يمنةً ويسرةً أرى غرفا صغيرةً كالزنازين ،بل هي زنازين!! ..شباك صغير في الأعلى ..حبال كحبال المشنقة يا إلهي إنه مسلخ بالفعل ..تمت الزيارة بحذر شديد من كل كلمة تُقال ..غادرنا المقر بعد وعودات بأن ثمة قرار سياسي سيصدر للإفراج عن المعتقلين السياسيين لكن ذلك لم يتم وتم الإفراج عنه بعد مضي 6شهور و14يوما معتقلا لديهم دخل في 3سبتمبر2008م وخرج في 14آذار2009م ..مكث في بيت أهله 48 ساعة جاء العدو واعتقله ليلا وأخبرتهم والدته أنه كان لدى المخابرات قال الضابط :نعلم ذلك ..مكث لدى العدو 3سنوات ونصف ثم أفرج عنه في آذار2012م بعد رحلة طويلة من الأسر والمعاناة ..فك الله أسر المأسورين وردهم سالمين لذويهم ..
#‏تنبيه: لا توجد لي أية خلافات مع أي جهاز أمني فلسطيني ..تم حل المشكلة التي كانت عالقة بعد تدخل وساطات عدة وفتح صفحة جديدة ،وهذا المنشور من باب حرية الرأي والتعبير والتوجه التي تكفلها القوانين والتشريعات الأرضية قبل السماوية ،فلا يجعلنْ أحدٌ من هذا المنشور هدفا للقول بأنني أشهّر أو أخوّن أو ما شابه ذلك ..كلامي واضح وصريح وأنا أكتب في مجالات عديدة ومختلفة من ضمنها هذا المنشور ولست أصطنع كلاما من نسج الخيال فهو واقع قد حصل فعلا ..

موقف طريف

من المواقف الطريفة من أرشيفي في شهر شباطٍ من العام 2007م ..حادث طريف جدًّا ومثير للقلق والاستغراب والذهول في نفس اللحظة،،،
وهو أن ثلاثةَ نفرٍ من بلدة طقوع بمحافظة بيتَ لحمٍ نزلوا محلًا ليلًا قرب منزلنا لحاجة لهم وكانوا في سيارة من نوع (هيو نداي) – على ما أعتقد – ذي لون أسود ويبدو أن سائق السيارة المحروسة - سامحه الله - نسي تأمينها ولا يدري أنها ستوقعنا في حيص بيص بعد قليل .. ومثل ما بحكوا (رح يقلب طاقية راسنا ) ..دخل الجماعة المحل وبقيت السيارة خارِجَهُ  والطريق بين هذا المحل ومنزلِنا يميل للانحدار قليلا ..وإذْ بالمحروسة بعد بُرْهَةٍ من الزمن أخذت تنحدر وتنحدر وتنحدر بهدوء حتى ارتطمت في شاكوش للمعدات الثقيلة (مسمار باقر) عند المنزل ولولا وجود عائق لدخلت إلى المنزل..، وأنا جالسٌ والجو ماطرٌ وفيه برودة شديدةٌ فجأةً ! شعرت بشيء حدث خارجًا فخرجت متفقدًا الأمرَ  وإذ بسيارة سوداءُ لونُها مرتطمة بالشاكوش عند جدار المنزل وحينها وقعت في حَيْصَ بَيْصٍ من أمري واعترتني حالة من الذهول والقلق والدهشة والخوف والاستغراب - وسيأتي تبيان سبب خوفي في نهاية المنشور- ودخلت في حَيْرَةٍ من أمري وتساؤلاتٍ بيني وبين نفسي ،من في السيارة؟ ومن أين جاءت؟ وما قصتها؟ ووو وكثير من التساؤلات التي ساورتني وقتئِذٍ ،حتى إنني لم أجرؤ على الاقتراب منها وحينها (قُلبت طاقيتي فعلا) وبعد هُنَيْهَةٍ من الذهول والدهشة والتساؤلات إذا بأخي يُطِلُّ من النافذة العُلوية ويقول لي هذه السيارة كانت واقفةً عند ذاك المحل وأصحابها بالداخل فاطمأننت وهدأت قليلا ...خرج أصحاب السيارة ولم يجدوا سيارتهم وحينئِذٍ أصابتهم الدهشة والذهول والفزع وكانوا في حالة من الهستيريا وقد رأيت ذلك فيهم ..فلك أن تتخيل أن تدخل مكانًا مَّا وقد صففت سيارتك أمامَه ثم تخرج ولا تجِدُها فلا تكاد تصدق عيناك ما ترى  وأنهم جاءوا من مكان بعيد وسيارَتُهم التي سَيَرُوحُونَ بها قد سُرقت أو ضاعت أو أو احتمالات عديدة ،هذه صفعة قوية لهم ...أخذوا يبحثون عن المحروسة وإذ بها ظلت منحدرةً حتى ارتطمت بالشاكوش وجاءوا يُهرعون إليها وقد تبادلت معهم أطراف الحديث فيما جرى بعدما أصيبت سيارتهم بأضرار طفيفة ثم ذهبوا في حال سبيلهم ..كان موقفا طريفا جدا ويبعث على التساؤل والقلق في نفس الوقت ...

إن ما أثار خوفي وقلقي من السيارة هو شيوع مصطلح المستعربين آنذاك مع أنه كان من ذي قبل وللآنَ موجودٌ ،ولكنه ظهر وشاع بقوة حينها وهي وحدة قتل خاصة صهيونية  تتنكر بلباس مدني وبسيارة مدنية عربية لا تكاد تميزها عن غيرها ،متخصصةٌ في اغتيال واعتقال المقاومين في المخيمات وفي عمق المناطق الفلسطينية وعمَلُها أكثرُ ما يكون في وضح النهار ولا يُمْتنعُ ليلًا وبعدها بأيام قلائلَ تم اغتيال  أشرف السعدي (أبو منير ) ورفيقه محمد أبو ناعسة - عليهما رحمة الله تعالى-  من مجاهدي الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وذلك قرب مخيم جنين على دوار الشهداء - حسْبَ ما أعتقد -  وكان ذلك نهارًا من وحدة من المستعربين واستمرت ظاهرة المستعربين وبرز نشاطها جليًّا خلال الانتفاضة وأكثر ما كان نشاطها في الأعوام 2005م و2006م و2007م 2008م وحتى الآن تقوم بنشاط إجرامي بحق الفلسطينيين..!!

وقفات مع آيات

قوله تعالى  (( قُلْ كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا)) آية-50 من سورة الإسراء ج/15 ..دلالة ذكر الحديد في الآية بلا شك أن فيها إعجازا علميا بعد وفاة الإنسان وأنه سيتحلل إلى عناصر عديدة وكيفية بعثه بعد أن صار رميما والآية السابقة واللاحقة تتكلم عن ذلك و لكن لمَ ذكر الحديد لمَ لم يقل نحاسا فرضا؟ ..وجهة نظر تؤخذ وترد وهي  أن ذكر الحديد في الآية للدلالة على التحقير وتقليل شأن هؤلاء الذين ينكرون البعث وذلك ؛لأن الحديد من أكثر العناصر والفلزات المنتشرة في الطبيعة والمتواجدة في كل مكان فيدوسها الإنسان بقدمه كالحجارة تتواجد في كل مكان على قارعة الطريق وأماكن الخردة والمزابل وغيرها وهي من أكثر العناصر تواجدا وأرخصها ثمنا فهي بمتناول كل إنسان  وهذا من باب التحقير فالقرآن حمّال أوجه ، لكن النحاس فرضا أو أيَّة عناصرَ أخرى ثمنها غالٍ ولا تتواجد في كل مكان ..وفي ذلك درس إذ كيف بهذا الإنسان المخلوق الضعيف يتعالى على خالق الأكوان ويصبح له وجهة نظر في الكون والخلق وما وراء الطبيعة ويفكر في ذلك ويتكبر تكبر فرعون وجبروتَه بعدما خلقه الله ولم يك شيئا وبعدما سواه فخلقه وعدله من نطفة قذرة مذرة وبعد ذلك يتكبر وينكر البعث ويصير له آراء في الخلق والكون كيف يكون ذلك ؟ تعالى الله عما يشركون ..إنسان آتاه الله علما ومكانة  يسخِّر علمه فيما فيه شرك وإلحاد فمن أنت حتى تجادل وتناقش؟ وما أكثر من آتاهم الله علما وهم من الملاحدة المشركين ..؟!

وقفات مع آيات


لفتت انتباهي الآية مائة وثمان وعشرون من سورة الشعراء ج/19..وهي قوله تعالى (( وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ)) قولُه : مصانعَ؛ أي القصور محكمة التشييد والإتقان في البناء وكأنهم مخلدون في الدنيا ،وفي عصرنا الحديث يطلقون اسم المصنع على الذي ينتج سلعا وبضائع ومعدات ثقيلة وخفيفة وكل ما يصنع ..وجهة نظر تحتمل الأخذ والرد وهي أن المصنع في عصرنا الحالي عندما يصنع شيئا كالسيارات والمعدات مثلا إنما يصنعه ليدوم وليستمر ولا يكون لفترة وجيزة فبالتالي تكون الصناعة محكمة ومتقنة وعلى درجة عالية من الحرفية والإتقان في الصنع  وأن ما يتم صناعته سيمكث فترة طويلة جدا ربما للأبد ولن يكون استهلاكا يوميا فقط وأيضا صاحب المصنع قد يعيش ترفا ماديا مغترا بما آتاه الله من قوة ومال - ولا أعمم في ذلك -  فيصيبه الغرور بما آتاه الله ويظن أنه سيخلد في الدنيا فالفلوس تفسد النفوس كما يقولون والله تعالى أعلى وأحكم وبما قال أعلم..!!

كرامة الإنسان أغلى الأثمان (لا تسكت عن حقك)


في يوم مائل للبرودة والدفْء معًا من أيام شهر شباط ...الساعة الواحدة ظهرا في جامعة الخليل ..قرابةُ الستين طالبا وطالبة ينتظرون بدْء محاضرة في الأدب الجاهلي ..دخل الأستاذ ذو الستينات من العمر المحاضرةَ وهو ممن يحملون درجة الأستاذية في الأدب القديم ..بدأ محاضرته وأخذ يشرح وأثناء المحاضرة كنت أقوم بتدوين بعض الملاحظات بقلم الرصاص على كتابي  - ولا بد من ذلك - وكان يرفض التدوين والكتابة أثناء المحاضرة ويبدو أنه رآني وأنا أدون فما كان منه إلا أن أسمعني حديثا جافا وكلاما قاسيا مسَّ كرامتي ومشاعري أمام الطلاب وتعدى حدود الأدب والقانون في خطابه معي وتعمد إحراجي أمامهم ..- حتى وإن كنت مخطئا فهذا التصرف لا يليق بأستاذ جامعي مع طالب جامعي معروف عنه عند أساتذة القسم أنه من الطلاب النجباء - وهذا الأستاذ لم يكن تصرفه جديدا بل كثيرا ما يسلك مثل هذه السلوكيات ؛وذلك للعقلية القديمة التي نشأ عليها وكان قال مرة لإحدى الطالبات ما هذه البرودة مثل برودة الطقس!!!! وكأننا لسنا في بيئة أكاديمية بل في بيئة شوارعية - ..بقيت حينها ساكتا لم أتكلم وأنا في قرارة نفسي أغلي غليانا شديدا ..أنتظر انتهاء المحاضرة بفارق الصبر ..انتهت المحاضرة وخرجت عجلا وقد وضعت عقلي جانبا واستشطت غضبا - عندما أضع عقلي جانبا أصير أعمى البصر والبصيرة - وتوجهت غاضبا لرئيس القسم وقلت له حصل كذا وكذا الآن وأنا أريد حقي من هذا الشخص ولن أسكت ..قال: هون عليك ولا تعطي الأمور أكبر من حجمها وحاول استمالتي بألفاظه الرقيقة محاولا إرضائي ولكني لم استجب لمراده ولما فشل في ذلك قال: نحن لا نتعامل بهذه الطريقة اذهب واكتب كتابا وارفعه لي ...كتبت كتابا يحمل اسمي وتوقيعي واسم المعتدي وفيه تفاصيل ما جرى وقد ساعدني في ذلك أخي وزميلي...منسق العيادة القانونية بكلية الحقوق مشكورا ..رفعت الكتاب لرئاسة القسم وبدورها ترفعه لعمادة الكلية والعمادة بدورها ترفعه لإدارة الجامعة وبناء عليه تتخذ الإجراءات اللازمة حيال ذلك بالتنسيق ..وفي الأسبوع الثاني  أثناء المحاضرة أرسل لي رسالة وإشارة مفادها أنه يعتذر عن تصرفه معي وحاول إرضائي بكلمات فأنا فهمت ذلك جيدا وعادت العلاقة لسابق عهدها بل أفضل ..!!

ظاهرة التَّسَوُّلِ



يعني هذه الظاهرة كثيرة شائعة في المجتمعات  وما لفت انتباهي أن لها مواسم وهي عبارة عن عصابات وجماعات تتقاسم ما تجنيه من تسولها فيما بينها ففي رمضان في المسجد الأقصى المبارك وغيره يكونون بالعشرات رجالا ونساء وفي غير رمضان والآن موسم مناسب للتسول...وهناك متسولين ومتسولات صاروا يأتوننا من قطاع غزة الحبيب...مادفعني إلى ذلك هو كثرة المتسولين الذين أراهم وبكثرة هذه الأيام يعني هناك سيارات  خاصة وعامة أراها تقوم بإنزال متسولات ونقلهن إلى مناطق معينة وتقوم بانتظارهن في مكان ما وكل واحدة تسير على شق من الطريق وكل واحدة تمر على كل المحلات والأماكن بجانب كل شق وهناك وجوه من الرجال والنساء المتسولين أراها لأكثر من مرة قد يكون قرابة العشر مرات أرى الواحد منهم خلال فترة طويلة ظنا منه أنه لا أحد سيتذكره لكنه لكثرة ما يأتي يتم تذكره ،وكذلك أرى صغيرات في السن يتسولْنَ ولكن بشكل قليل وهذه مؤشر خطير جدا ...إن هذه الظاهرة في معظمها هي عبارة عن مهنة وحرفة يمارسها البعض وليس لضائقة أو حاجة إلا من رحم الله وكان الله عليما وتدر عليهم دخلا ليس بالبسيط فلو جئنا لنحسب كم يجني في اليوم وكم شخصا ومحلا ومكانا يزور في اليوم فنجد أنه قد جمع مبلغا وقدره ..والسؤال المطروح ،أين وزارة الشؤون الاجتماعية ؟ وأين جهاز الشرطة والجهات المختصة من هذا الموضوع ..؟!

في القدس


شاء الله وقدر لنا دخول أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين في رمضانَ الصيفَ الماضي ، لقد كان صيفا قاسيا جدا على المسجد الاقصى خصوصا وعلى مدينة القدس ومحافظتها عموما للآن ،ولكن خريفه كان خريفا يزخر بالبطولات والعزة والكرامة على المسجد الأقصى ..كان قاسيا بحجة أسر ثلاثة مستوطنين في جنوبي محافظة بيت لحم ، وبسبب حرب غزة الإجرامية الهمجية النازية ،فكان ذلك سببا لتشديد الحصار والخناق على المسجد الأقصى فهو منبع للاحتجاجات وإثارة الشغب كما يعتقدون ..لقد كان صيفا حزينا على المسجد الأقصى المبارك ..يشعر الناظر إليه بحزنه ووحشته .لقد كان مليئا بمن يؤنسه في أعوام ماضية...السياح فيه أكثر من المصلين أحيانا ..اقتحامات شبْه يوميّة من قبل المتطرفين ...في ظهيرة أحد الأيام تسللت لواذا مع من يدخلون المسجد الأقصى . ..دخلت المسجد الأقصى ..ابتدأت زيارتي بزيارة تلك القبة الذهبية الشامخة شموخَ العظام وقفت أمامها متأملا متمعنا في جمالها وعظمة بنائها ..دخولك للمسجد الأقصى وقبة الصخرة ينسيك هموم الدنيا ..تندثر همومك وتنجلي عن قلبك وأنت تحدق النظر فيهما ..تحل البهجة في قلبك ويمتلأ فرحا وسرورا ...قضيت ليلتي ولم يكن مسموحا المبيت حينئذ وذلك بعد جولة في ربوع الحرم القدسي ومعالمه ..استشعرت فيها عظمة التاريخ وفن العمارة ورونق الحضارة ..وفي صباح اليوم التالي نمت بعدما صلينا الفجر وقد غمضت عيناي بعدها ..طلعت الشمس وأشرقت. ..وأنا نائم شعرت بمن يهزني ويقول لي استيقظ هيّا اذهب للرباط مع المرابطين عند باب المغاربة فهناك أنباء عن محاولات لاقتحام الأقصى من قبل المتطرفين من جماعة الهيكل وعلى رأسهم المتطرف الخطير والكبير #إيهودا_غليك - الذي أصيب في أكتوبر الماضي ولم يكتب له الموت فما زال حيا -..الطف يارب..خرجت بسرعة ..وصلت الجماعات المرابطة ..يهتفون الله أكبر ..الله أكبر ..وشعارات أخرى هتفت معهم.. أغلقوا الطريق على الداخلين والخارجين من باب المغاربة ..مكثت ثم انتقلت إلى ساحة قبة الصخرة ..وصلت الساحة وإذ بالمرابطات من حرائر الأقصى وفلسطين يرابطن ويصرخن ويهتفن ويلقين الشعارات وينادين (هذا الأقصى لأصحابه مش لغليك وكلابه )...مشيت في الساحة أنظر ..أبحث عن غليك المتطرف ..وإذ به يدخل من جهة باب حطة بعدما كانت التوقعات أنه سيدخل من باب المغاربة وهذا هو المفروض فهو الباب الوحيد الذي تمتلك الشرطة الإسرائيلية مفاتيحه والذي يخصص لدخول جماعات المقتحمين المتطرفين و السياح الأجانب... وصل غليك إلى ساحة قبة الصخرة ..جنود من ذوي القامات الطوال وأجسام البغال - وهم من أسوأ الأجهزة وأعنفها ويعرفون بالقوات الخاصة (الياسام) ويتبعون جهاز الشرطة - يحيطون به حراسةً له وقد كان ذا شعر بني اللون ووجه مائل للبرص والشقار ..كان يتفقد بعض الأماكن من تلك الجهة ..وعندما وصل أطراف ساحة قبة الصخرة المبلطة بالحجارة المربعة تصدت له المرابطات وَلِمنْ معه وهن يرددن الهتافات ويلقين الشعارات ومنها ما ذكرت آنفا ..حاولن اعتراض طريقه ...قام أحد الجنود الضخام بإمساك إحدى المرابطات من رقبتها وألقى بها على الأرض بعنف واعتدوا على زميلاتها وهن يصرخن ويهتفن ..واقف أنا أتابع عن بعد يا إلهي!! ماذا يجري؟ لقد ضربت حرائر فلسطين يا للعار!! ماذا أرى؟؟!! ..أصبت بالذهول وبهت وأنا أنظر ..لا تكاد تصدق عينايَ الذي يجري!!. .. ماذا عساني أفعل ..دمي يحترق وقلبي يشتعل غضبا وحرقةً ..النار مشتعلة في صدري ..لا أستطيع أن أصف ذاك الشعور الذي كان يراودني ..منظر فظيع ..يحرك الضمائر الحية يحرك الشجر والحجر !! أريد أن أفعل شيء ..الجنود يعتدون على حراس الأقصى لا أحد مستثنًى من الضرب ..ليس باليد حيلة ..أراقب المشهد ..كان يقف بجانبي مجموعة من السياح الشقر ..أحاول أن أعبر عن غضبي ..أتكلم مع أحدهم أرأيت؟ هذا سيء جدا ..هذه هي إسرائيل ..يجيبني السائح : نعم ، نعم ..أنظر إليهم ..أحاول أن أعبر ..قد يقومون بتصوير المشهد ..قد يفعلون شيئا ..قد يتوسطون ويتدخلون لوقف ذلك الإجرام بحق الحرائر والمرابطات...لله دركن يا حرائر فلسطين والقدس فأنتن بألف رجل يعد نفسه من الرجال ويسكت عما يرى قي أقصى المسلمين كافة!! ..لا أحد يحرك ساكنا ..لا أستطيع أن أصف ذاك المشهد ..لقد كان مشهدا مؤلما ..يا له من ظلم !! يا له من احتلال مجرم !! ..خرج المتطرف من باب آخرَ بعد أن أتم جولته بحماية الجند..سرت متألما غاضبا محترقًا قلبي ذهولا لما رأيت ؛ سرت أبحث عن فيء شجرة ..أستظل بظلها ..أرتاح قليلا ..رأيت أحد الحراس جالسا على الأرض متكئا على سور ...جلست على كرسي بجانبه ..تبادلنا أطراف الحديث حول ما جرى ويجري ... بدأت الإشارات تأتي وترد إلى أجهزتهم اللاسلكية والتي تفيد بأن الحراس ؛ حراس المسجد الأقصى سيطردون السياح بعد فترة وجيزة ولن يسمحوا لهم بوقت كالذي كانوا يأخذونه ..أعطيت الإشارة بإفراغ الحرم القدسي الشريف بأكمله من السياح حالا وذلك ردا على اقتحام غليك ومن معه للأقصى وردا على ممارسات الشرطة ..بدأت عملية طرد السياح ..طلب مني حارس الأقصى ذو الستينات من العمر أن أساعده في طرد السياح ...تمت العملية بسلام وطُرد وأخرج كل السياح من الأقصى ومن معهم من أدلاء وتم إخراجهم من باب السلسة ...لقد كان يوما عصيبا على الآقصى ومرابطيه ..حفظ الله أقصانا وحرره من دنس الغاصبين المعتدين إنه سميع قريب مجيب ..!!

قصر الحمراء وشعار لا غالب إلا الله

يُعدُّ قصر الحمراءِ بغِرناطةَ بالأندلس نموذجًا حضاريًّا عظيمًا ،وعريقًا دالًّا على أصالة وعراقة الحضارة العربية ،والإسلامية أيامَ وجود العرب والمسلمين في الأندلس وقتئذٍ ،ولا أريد التفصيل أكثرَ في هذا الموضوع ،فهم من ضيعوا هذه البلاد من بين أيديهم ؛ لتهافتهم على فتات الدنيا وحطامها ،وهذا موضوع طويل ،فيه تفصيل عن حيثيات سقوط الأندلس وضياعها ، لكن ما أود التطرق إليه هو زعم المستشرقين وادعاؤهم أن لا وجود للعرب والمسلمين في الأندلس المسماةِ حديثًا (إسبانيا ومعها البرتغال) ،واستدلوا بأدلة كثيرة على ذلك ،لكن علماءنا ردّوا عليهم بأكثر من دليل ،وكان من أبرزها دليل اللغة العربية على جنبات قصر الحمراء وهذا الدليل لوحده يكفى لأن يكون رادعًا لهم فهو دليل واضحٌ وضوحَ الشمس وقتَ الظهيرة على الوجود العربي والإسلامي فيها وما أنتجوه من حضارة وثقافة أدبية وعلمية عريقة ما زلنا ننهل من إرثها للوقت الحاضر ..ومن العبارات المكتوبة على جنباته ( ولا غالب إلا الله ) والتي كانت تعدُّ شعارًا لمملكة غِرناطةَ ، فماذا كان يعلق أستاذُنا ، أ.د حسن فليفل - حفظه الله - أستاذ الأدب الأندلسي بكلية الآداب والدراسات العليا في جامعة الخليل - ردًّا على هذا الشعار كان يقول :ولكنهم غُلبوا وطُردوا ، فكانت النتيجة أن بكوا ملكًا مضاعا لم يحافظوا عليه مثلَ الرجال...ضاعت الأندلس بحضارتها ومعالمها العظيمة ،والتي أنتجها المسلمون على مدار قرونَ طويلةٍ ضاعت بضياع أبنائها ؛لأنهم لم يعودوا أهلا لوجودهم بها ، فقد غرتهم الدنيا بمباهجها وزينتها وزخرفها فضاعوا وضاع معها الكثير وليست آخرَ من ضاع ،فبعدها ضاعت القدس ،وبغدادُ ودمشقُ، وغيرُها يا أمة العرب والمسلمين، فَ الله نسأل أن يعيد لنا ماضينا العريق والذي به تعود عزّتنا وقوّتُنا إنه سميعٌ قريب مجيب..!!