مجرد التفكير بالسفر للولايات
المتحدة الأمريكية يعني ذلك أنك ستسافر
للنصف الآخر من العالم وهذا ليس بالأمر السهل فالسفر لأمريكا أمر صعب في البداية
.فقد لا تتم الموافقة على ذلك في بادئ الأمر وإن كنت سليم الوثائق وواضح
الهدف ..قصدت السفارة راغبا بالحصول على
تأشيرة للولايات المتحدة بعد تجهيز ما
يلزم وحجز الموعد وما إلى ذلك ..أسير باحثا عن السفارة في شوارع المدينة التي أشتم
فيها عبق التاريخ وحضارة الماضي وعراقته وكيف أصبح ساكنو هذه الشوارع من اليهود
وغيرهم بعدما استولوا عليها ..وصلت السفارة بعد طول عناء وكثرة سؤال .إنها كبيرة
المساحة ضخمة المباني شديدة التحصين والحراسة ..حتى إنني لم أعرف مدخلها ..نزلت من
على درج يؤدي إليها ..اقتربت من إحدى المداخل ...استنفر الحراس من ذوي الأجسام
الضخام ..صرخ عاليا لاقترابي منه ...قلت
:لأحدهم أريد السفارة ..أين السفارة ؟ وإذ بي في السفارة ..- لكبر حجمها ووجود ما
يدل على أشياء ليست منها دفعني للتخبط
والارتباك – وإذ بي في السفارة الأمريكية ..حراس من الجيش ومن حراس السفارة
..أحدهم خاض معي في الحديث عن مجيئي ولمَ سأسافر وما شابه ..أنتظر أنا وغيري عربا ويهودا بفارق الصبر
الدخول للسفارة والاحتماء من وهج الشمس الحامية ..طلبنا الذهاب للحمام ..أمر ليس
سهل تحتاج لأن تلح على الموضوع ..بعد أكثر من ساعتين ..دخلنا السفارة بعد إجراءات
تفتيش دقيق...إنها سفارة وقنصلية محصنة تحصينا لا يوصف ..أبوابها الفولاذية
والسمكية وغير ذلك ..دخلت القاعة ..أخذت رقمي لأنتظر دوري ..أنتظر في القاعة
..أناس كثيرون عربا ويهودا ..جاء دوري ..الشباك الأول ..وبعده آخر ..وهكذا وبين كل
واحد والآخر استراحة ..حتى جاء الدور لمقابلة ممثل القنصل الأمريكي ..تكلم مترجم
بيننا ..سئلت عدة أسئلة ..النتيجة لست مرفوضا ..لكن لن نتمكن من إعطائك تأشيرة
ونتمنى لك النجاح في المرة القادمة ..فهناك بعض الخلل عندك في أوراقك ودلائل لا
تدل على صحة ما جئت به.. وهذه ورقة من
السفارة لتعديل الخلل ...كنت سألت الله إن كان في ذلك خيرا لي فليوفقني إليه وإن لم يكن فلا أريد الغربة عن وطني
..والسلام ..!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق