http://goo.gl/l3Kvop

الأربعاء، 27 مايو 2015

الرّايةُ !!

في الحروب والمعارك الراية لها دِلالتها ورمزيَّتها ، فسقوطها يعني الهزيمة ولنا في غزوة مؤتةَ خيرَ مثال ، كيف تتابع الصحابة - رضوان الله عليهم - على حمل الراية والحرص على عدم سقوطها ، وكيف حملها جعفر الطيار بالرغم من بتر يديه إن دلّ ذلك على شيء فإنما يدل على رمزية الراية في القيادة ومكانتها ومركزيتها في الحروب والمعارك والغزوات ؛ ما دفعني إلى ذلك هو مشاهدتي لأحدى اللقطات في أحد المسلسلات، حيث يلاحقُ الثوار التواقون إلى الحرية العسكريينَ الأتراكَ الذين يحاربونهم ، وبالرغم من المسافة القريبة بين المجموعتين ، وهروب فريق العسكر بالتزامن مع القتال ، وإطلاق النار إلا أن أحدهم ظل حاملا رافعًا للراية فقلت في نفسي ( ولا يفلس ويرميها) فمن هنا سقوط الراية يعني الكثير وأستحضر مقولة أحد القادة الذي قال : لن تسقط الراية ولن تُخترق الحصون ..!!

تُرى أيُّهم تُمثل راية الإسلام الحقيقية هل هي السوداء بالكتابة البيضاء ؟ أم الخضراء بالكتابة البيضاء ؟ أم السوداء بالكتابة الصفراء ؟ أم غير ما ذُكر ، وبغض النظر عن أيِّها يمثل راية الإسلام الحقيقية ، فنحن نرى أنّ كلّ حزْبٍ بما لديهم فرحون وكلٌّ يدعي وصلًا بليلى وليلى لا تُقرُّ لهم بوصل ..الإسلام ليس محصورا في راية ؛ الإسلام أخلاق ، وتعامل، وكرم ، وعدل ، وإحسان ،وحسن جوار ، وأمربالقسط ، ونشر للفضيلة ، وتحبيبٌ للناس به واستقطابُ الآخرِ إليه ، وليس سفكَ دماء، وقطعَ رؤوس ، وتدميرٍ، وتخريب، يقول الله في كتابه العزير : ( لكُمْ دينُكُم وَلِيَ ديْنٌ ) هذا من أدب الإسلام في الحوار وعدم الإساءة للآخر ، فلم يقل لكم دينكم المنحرف، أو الضال فلم يعب عليهم ذلك ، ومن أدب الحوار مع الآخر قوله تعالى : ( وَإنّا أوْ إيّاكُم لَعَلى هُدَىً أوْ فِي ضَلالٍ مُبيْنٍ )، إنه أدب الحوار مع الآخر لاستقطابه وإقامة الحجة عليه والتعامل معه بالحسنى أسلوب في التحبيب والتقريب لهذا الدين، مع أن أحدَهم على هذى دون شكٍّ في ذلك لكن القرآن الكريم يعلمنا حسن الأدب والحوار مع الآخر واحترام رأي الآخر والتعامل معه بالحسنى لإقامة الحجة عليه وعدم التشدد في المواقف ..!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق