http://goo.gl/l3Kvop

الأربعاء، 27 مايو 2015

قصر الحمراء وشعار لا غالب إلا الله

يُعدُّ قصر الحمراءِ بغِرناطةَ بالأندلس نموذجًا حضاريًّا عظيمًا ،وعريقًا دالًّا على أصالة وعراقة الحضارة العربية ،والإسلامية أيامَ وجود العرب والمسلمين في الأندلس وقتئذٍ ،ولا أريد التفصيل أكثرَ في هذا الموضوع ،فهم من ضيعوا هذه البلاد من بين أيديهم ؛ لتهافتهم على فتات الدنيا وحطامها ،وهذا موضوع طويل ،فيه تفصيل عن حيثيات سقوط الأندلس وضياعها ، لكن ما أود التطرق إليه هو زعم المستشرقين وادعاؤهم أن لا وجود للعرب والمسلمين في الأندلس المسماةِ حديثًا (إسبانيا ومعها البرتغال) ،واستدلوا بأدلة كثيرة على ذلك ،لكن علماءنا ردّوا عليهم بأكثر من دليل ،وكان من أبرزها دليل اللغة العربية على جنبات قصر الحمراء وهذا الدليل لوحده يكفى لأن يكون رادعًا لهم فهو دليل واضحٌ وضوحَ الشمس وقتَ الظهيرة على الوجود العربي والإسلامي فيها وما أنتجوه من حضارة وثقافة أدبية وعلمية عريقة ما زلنا ننهل من إرثها للوقت الحاضر ..ومن العبارات المكتوبة على جنباته ( ولا غالب إلا الله ) والتي كانت تعدُّ شعارًا لمملكة غِرناطةَ ، فماذا كان يعلق أستاذُنا ، أ.د حسن فليفل - حفظه الله - أستاذ الأدب الأندلسي بكلية الآداب والدراسات العليا في جامعة الخليل - ردًّا على هذا الشعار كان يقول :ولكنهم غُلبوا وطُردوا ، فكانت النتيجة أن بكوا ملكًا مضاعا لم يحافظوا عليه مثلَ الرجال...ضاعت الأندلس بحضارتها ومعالمها العظيمة ،والتي أنتجها المسلمون على مدار قرونَ طويلةٍ ضاعت بضياع أبنائها ؛لأنهم لم يعودوا أهلا لوجودهم بها ، فقد غرتهم الدنيا بمباهجها وزينتها وزخرفها فضاعوا وضاع معها الكثير وليست آخرَ من ضاع ،فبعدها ضاعت القدس ،وبغدادُ ودمشقُ، وغيرُها يا أمة العرب والمسلمين، فَ الله نسأل أن يعيد لنا ماضينا العريق والذي به تعود عزّتنا وقوّتُنا إنه سميعٌ قريب مجيب..!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق