يزورنا بين الفينة والأخرى تجارٌ غزيون لغرض التجارة في المحافظة ولكنهم أكثر ما يأتون إلى بلدتنا وبلدة أخرى مجاورة وأحيانا المدينة نفسها وقد أدركتهم وتعاملت معهم في نهاية التسعينيات ما قبل اندلاع انتفاضة الأقصى في الأعوام 1998 و1999م عندما كانوا يأتون لبيع الخردة وغيرها بسياراتهم وكانوا يأتون للعمل في بلدتنا وكانت لنا علاقة تجارية معهم كون بلدتنا الأقرب إليهم - والآن يأتون للعلاج وأمورَ أخرى - كانت أياما جميلة فكل شيء قديم جميل ..وبصراحة أعطى الله هؤلاء الغزيين القوة والصلابة والشدة فهم يتكيفون مع أقسى الظروف ويعيشون في شظف من العيش وفي حياة مليئة بالخشونة وهذا ما لا حظته في تعاملاتي معهم فهم يعملون بلا كلل أو ملل فمن يحفر الأنفاق بعشرات الكيلو مترات هو يعطي دليلا على القوة والصلابة التي منحهم الله إياها ...نلتقي مرارا مع أحدهم بين الفترة والأخرى ولا يبدو من مظهره أنه تاجر كبير فقد تظن أنه مجرد عامل يعمل في الخردة ..جلس عندنا ذات مرة وسمعنا منه ما لا تكاد تصدقه الآذن من تصرفات وأفعال السلطة الحاكمة هناك ولا أريد الخوض في ذلك ولكننا نسأل الله لنا ولهم الصلاح والوفاق لطرفي الانقسام ، فَ تالله لتسألن عن آلاف العائلات والأسر التي تعاني الأمرين ؛ مرارة الحصار والدمار ومرارة الانقسام والشقاق ...تحدثت مع شخص آخر كان معه في الثلاثينات من العمر ودار بيني وبينه الحوار التالي :
قلت سائلا إياه : كيف حال أهلنا في غزة ؟
قال: رضي الله عنك يحتاجون سلامتكم ويبعثون لكم بالتحية
قلت : كيف هي أوضاعكم هل هي سيئة أم تزداد سوءا؟
قال: نحن تعودنا على ذلك وأصبحنا مبنجين ومخدرين فلا يهمنا كان الوضع سيئا أم غير ذلك ، لقد تعودنا على الحصار والدمار والقتل والحروب أمر طبيعي أصبحنا مبنجين ما عادت تفرق ..ولا يوجد منطقة في القطاع لم يلحقها ضرر وأكثر من تضرر المناطق الحدودية .
قلت: تحياتنا لكم وكان الله في عونكم ،ثم انصرف هو ورفيقه عائديْن إلى غزة..!!
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق