حذر الإسلام من تناقل الشائعات والأخبار الكاذبة وتوعد
من ينقُلها من غير تثَبُّت لصحتها بعقوبة صارمة ، وهناك قصص وأدلة كثيرة في كتاب
الله - عز وجلَّ - وسنة نبيه المصطفى - صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه -
ذاتُ العلاقةِ ، وقد تحدث علم النفس الاجتماعي عن هذا الموضوع و فصّل فيه ؛ بيْدَ
أنني سأسوق حادثةً - مما أذكر - وقعت نتيجة شائعة كاذبة لا دين لها في شهر آبٍ من
العام 2005م وهي حادثة جسر الأئمة في بغدادَ حيث كان لإحدى الطوائف الإسلامية مناسبة
دينية فاحتشدت الجموع الغفيرة لأدائها فجاءت شائعة لا دين لها تقول بوجود
انتحاريٍّ سيفجر نفسَه وسْطَ الجموع فأصيب الجمع بالهلع ، والذعر، والتدافع ،
فكانت النتيجة سقوط نحْوِ تسعمائةٍ و خمسة وستين قتيلا ومئات الجرحى جُلّهم سقط في
نهر دجلةَ ومنهم من داسته الأقدام وسياراتُ الإسعاف نتيجة الهلع والذعر ، وبصراحة
جسّدت تلك الحادثة حينئِذٍ الوَحْدَة الإسلامية والإنسانية بين أهل السنة والشيعة
حيث هبَّ أهل الأعظمية لنجدة الغرقى وانتشالهم ومنهم من غرق من المنقذين . كل ذلك
وغيرُه نتيجة شائعة كاذبة لا أساس لها ؛ ألا فلنحذرْ كلَّ الحذرِ من تناقُل
الشائعات وتبهيرِها ، وما سقت ذلك إلا كدليل وعظةٍ لنا ودرسٍ حيث تتوارد هذه
الحادثة في خاطري منذ فترة من الزمن لفاجعتها وقد كنت آنئذٍ متابعا لها ولهولها
..فاللهَ نسألُ أن يوحد صفوفنا ويهدي علماءَنا إنه الهادي إلى سواء السبيل ..وصلى
الله على نبيَه وباركَ وآخرُ دعوانا أنِ الحمد لله رب العالمين..!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق