يستعملُ الكثيرون
طرفًا من حديث رسول الله – عليه الصلاة و السلام - وهو : (... وَما رأيْتُ مِن
ناقِصاتِ عقلٍ وَدينٍ أَغلبَ لِذي لبٍّ مِنْكُنَّ...) ، هذا طرفٌ من الحديث وله
بقيةٌ وتوضيحٌ ، فبعض العوامِّ يوظفون هذا الكلامَ للتقليل من قدر المرأة وشأنِها
، وهذا استعمالُ خاطئ في غير موضعه وفيه نقص ويحتاج لتوضيح عند قولِه ،لكنَّ
استخدامَهُم لطرف هذا الحديث هو لأهداف ومآربَ أخرى ، وقد يعلمون معناه أو لا
يعلمون...إن الإسلام من أكثر وأعدل الديانات التي أعطتِ المرأةَ حقوقَها ، فلم
يبخسْها شيئًا ،فأتاح لها الحق بالعمل ، والتعليم واختيار الزوج، وغيرِ ذلك
،فالمرأة في الإسلام ملكةُ ، فإنها إذا كانت في بيت أبيها فنفقتها على أبيها ،
وإذا كانت في بيت زوجها فنفقتها على زوجها ، وإذا توَفَّى عنها زوجها ، فنقتها على
أبنائها ، أو ما ترثه من زوجها ..إذًا نحن متفقون على أنه لا يوجد دين من الأديان
أعطى المرأة حقوقها كالإسلام العظيم ، وثمَّة محاولاتُ تشويه لهذه الحقيقة الواضحة
، والقول بأن الإسلام يقيد من حرية المرأة ، ويضيق عليها ؛ الإسلام حدودٌ وليس
قيود ؛ وذلك لضمان سلامة الفرد في المجتمع ، والحفاظ على بقائه طاهرا آمنًا من
الانهيار ،والذين ادعوا ذلك وقاموا بالدعوة إلى تحرير المرأة وإصلاح وضعها في
المجتمعات العربية : أمثال قاسم أمين وغيره ، والذي نَدم على هذه الدعوة فيما بعد
،فهؤلاء الذين تأثروا بالمستشرقين ، وبالثقافة ، والفكر الغربي المنحرف المنحل ،
وهم ممن كانوا يذهبون كبعثاتٍ خارجيةٍ لأوروبا ، فكان لذلك أثرٌ أنْ تأثروا بهذه
الثقافة ومحاولتِهم لتطبيقها في المجتمعات العربية الإسلامية ، وهم كثر لكن من
أبرزهم قاسم أمين الذي أثار هذه القضية ، ثم ما لبث ندم على ذلك ...الإسلام ساوى
بين المرأة والرجل في التكليف والتشريف والمسؤولية ،فلها حقوق وعليها واجبات ، ولم
يُنقص من قدرها شيئًا مقارنة مع الرجل من هذه الناحية ؛لذلك {{ إِنَّ
المُسْلِمِينَ وَالمُسْلِمَاتِ وَالمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ
وَالمُتَصَدِّقِينَ وَالمُتَصَدِّقَاتِ ... {{(سورة الأحزاب) وقولُه : في
سورة النحل :{{ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ
فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً }} ، ومع ذلك وليس الذكر كالأنثى فليس الذكر
في صفاته وخصائصه الجسمية والنفسية وعواطفه كالأنثى ، فقد تعمل المرأة في التدريس
والحقلِ، والمؤسسات المجتمعية ، وتتولى مركزا في المجتمع ،وتقود سيارة ، وطائرة ،
لكنْ ليس من المنطقي والمعقول أن تقود جرَّافةً وتعمل بالحفريات أو الباطون كمثال
، هذه من مهام الرجل التي تتوافق مع خصائصه ...إن مهمةَ المرأة ووظيفتها الرئيسة
في المجتمع هي الأمومةُ، وتربية الأبناء والإنجاب وإدارة بيتها ومنزلها {{ وَقَرْنَ
فِي بُيُوتِكُنَّ}} ...لقد نسب الله المنزل للمرأة في سورة الطلاق حيث قال: {{...
لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ ...}} أضاف البيت إليها إضافةَ تشريفٍ لها
فهي من يُديره ويعتني به ويهتم بشؤونه والتزاماته ويرتبه أكثرَ من الرَّجل ، مع
أنَّ المنزل ليس لها ، لكن من باب التشريف أُضيف لها...عوْدٌ على ما بدأنا به وهو
الحديث السالف الذكر، إن نقصان عقل المرأة هو أن شهادتَها ناقصة أمام شهادة الرجل
في المعاملات ، فيلزم شهادة امرأتين مقابل شهادة الرجل ؛ذلك لأن المرأة يغلب عليها
العاطفة والرقة ، فإذا لم توجد هذه العاطفة والرقة لما كانت أمًّا حنونًا تحن على
أبنائها الصغار ، وتعطف عليهم في تربيتها لهم ، هذه عاطفة الأمومة التي أودعها
الله سبحانه في الأم، فهي ليست بذات فظاظة أو غلاظة ، وتقل هذه العاطفة في الرجل؛
فهي من يقوم في منتصف الليل لإرضاع وليدها ولا تَغْمِضُ عيناها قبل أن ينام طفلُها
، وتقوم تتفقد أبناءها وتغطيهم من البرد إذا كانوا مكشوفي الغطاء ، وهي من يتحمل
متاعب ومشاقَّ الولادة طوال فترة الحمل ،{{ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى
وَهْنٍ..}} وتتحمل آلام الطلاق والولادة وغيرِ ذلك ، أما نقصان دينها ، فهو أنها إذا
حاضت لا تصلي ولا تصوم ، فلا ينتقصنَّ أحدٌ من دور المرأة ويقللُ من شأنها ، فقد
تكون حكيمةً في تصرفاتها وأفعالها أكثرَ من الرجل ، وحكيمة في قيادتها ونظرتها
للأمور قال تعالى : {{ قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا
كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونَ }} ، هذه حنكة وحكمة ملكة سبأ في
قصتها مع سليمان - عليه السلام - إنها تعاملت بحكمة وعقلانية في حوارها مع سليمان
وهذا يدل على رجحان عقلها والحكمةِ في تصرفها وعدم تسرعِها ،هذا دليل واضح على ألا
ينتقصنَّ أحد من مكانة المرأة وقدرها في المجتمع وأهميتها فيه ، و نستحضر قولَ
نابليون بونابرت الذي قال : "والمرأة التي تهزُّ السرير بيمينها قادرة على
هزِّ العالم بشمالِها " هذا ما أردت التطرق إليه وتوضيحه ؛ بمناسبة اليوم
العالمي للمرأة ، وكل يوم والمرأة الفلسطينية بخير..!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق