يُعَدُّ الدكتور المفكر فتحي الشقاقي - رحمه الله - من المجددين في فكر الحركات
الإسلامية وفي الفكر الجهادي، حيث قام هذا الفكر على أساس كيفية الاستفادة من ثورة
الحسين بن علي - عليهما السلام - كمنوذج يُحتذى به في النهوض والثورة ضد الظلم
والطغيان ونصرةً للشعوب المستضعفة التي تعاني منه ، وبناء عليه قامت ثورات أخرى ،
منها الإيرانية ، والتي تعتبر ثورة مكتملة الأركان قادت نحو التحرر والتخلص من الظلم والاضطهاد والتي تأثر - رحمه الله -
بها بشكل كبير، وأيضا توجيه الأمة جمعاءَ نحو قضيتها المركزية وبوصلتها الجهادية
الصحيحة وحسبُنا قولُه : " فلسطين قلب العرب وقلب المسلمين ومركز الصراع
الكوني اليوم بين تمام الحق وتمام الباطل " ... وهذا أمر جيد يُستفاد منه ؛
حتى إن حركة الجهاد الإسلامي استقت كثيرا من أفكارها ومبادئها من جماعة الجهاد
الإسلامي بمصرَ أو الجماعة الإسلامية وتأثرت بها بعد نشأتها في بداية السبعينيات -
وقد يكونان عملة لوجه واحد - فالحركة لها جذور فكرية وامتداد سياسيٌّ منذ ما قبل
نشأتها ، حتى كانت الانطلاقة الجهادية المباركة في شهر تشرين عام 1987م باسم حركة
الجهاد الإسلامي في فلسطين ومن ثَمَّ تشكلت الأذرع العسكرية والطلابية بأسماء
مختلفة حتى حُدد اسم لذراعها العسكري (سرايا القدس) وآخرُ لإطارها الطلابي
(الرابطة الإسلامية) وهو اسم حديث العهد ، لا غُبار على كل ذلك ..لكن لا يمنع ذلك
من وجود سقطات لبعض أبناء هذه الحركة ينبغي التنبه منها .. فأن تكون علاقاتي
واتصالي مع إيران وغيرها علاقةً سياسيةً لا حرج في ذلك ، ولكن أن أصفق وأتغنى ليلَ
نهارَ بإيران وغيرها، أو أن أذوب كليّا أو جزئيًّا - كفرد وأحيانا كقائد له مركزه
- وليس كحركة في ما يخالف أصولنا وعقيدتنا التي تعلمناها وتربينا عليها وهي عقيدة
أهل السنة والجماعة، هنا يحصل الخلاف وتكمن الخطورة ، فَ لإيران سلبيات وإيجابيات
في تدخلاتها في الكثير من البلدان العربية والإسلامية ، فهي دولة تستقوي بالحلف
الصيني الروسي وتقاتل بعيدا عن أرضها سعيا منها للحفاظ على مصالحها وعلاقاتها
وتحقيقا لأهدافها التي قد تكون مسمومة في بعضها أنا أتكلم بصراحة بل إنني في كثير
من الأحيان أذكر إيران بالخير والشكر والاحترام لها ولما تقدمه فلنكن واقعيين
ومنطقيين بلا مجاملة ولا مداهنة ...حركة الجهاد الإسلامي؛ أفكارها ومبادئها
وأهدافها واضحة لا غباش عليها وعقيدتها عقيدة أهل السنة والجماعة ..الداعم الوحيد
لها إيران مشكورةً وفي ذلك فتنافسوا أيّها العربان ..لكن أن يتأثر بعض أبنائها
ببعض ما يخالف عقيدتنا السليمة وبعيدٌ كل البعد عن عقيدتنا الصالحة هذا أمر غير
مقبول إطلاقا ولا يمثل هذا إلا نفسَه ..ومن المؤسف أنني لم أجد تصنيفا لهذه الحركة
ضمن الحركات الإسلامية في عالمنا العربي والإسلامي فقد صنفوا حركة حماس وحزب التحرير
والإخوان وغيرهم ضمن الحركات الإسلامية لكن حركة الجهاد لا يعتبرونها حركة ذاتَ
(عقيدة سليمة) فقد وُصف أمينها العام الدكتور رمضان بأنه (متشيع) كما وُصفت الحركة
نفسُها بـ(الشيعية) وهذا ليس جديدا وهل يضير السحاب نباح الكلاب ؟ وكأن لفظة
(شيعة) هي عيب أو جرم ، لكن هذا المصطلح هو الاسم المقابل لمصطلح (السنة) فهل تكون
كلمة السنة عيبا ؟ وبناءً عليه لا يعتبرونها حركة إسلامية كتلك الحركات ..#صفوة_القول: *حركة الجهاد الإسلامي في
فلسطين مزيج من الأفكار والتأثرات والقراءات لأفكار الحركات الأخرى التي تُوِّجت
في النهاية بخروج هذه الحركة بهذا الاسم بمبادئها وأفكارها وأهدافها المعروفة
والواضحة ..*عليها ولها من المآخذ والسلبيات كما لها إيجابيات جمّةً ..*ينبغي
التنبه لأخطاء فادحة حصلت وتحصل فيها وقد عالجتها الحركة وتعالجها موفقةً في ذلك
..*ينبغي ترتيب البيت الداخلي وتنظيمه فأخطر ما يواجهها هو عدم انتظام بيتها
ونتمنى لها التوفيق والوفاق في ذلك
...#ملحوظة : في الحقيقة منذ وقت
ليس بالقصير وأنا أحاول التطرق لهذا الموضوع كونَه ذا طابع حساس ويَمَسُّ فكر
الحركة ومبدئها وهذا حديث بصراحة لدرْء الشبهة عن هذه الحركة المعطاءة ؛ لأننا
نحبها ونتمنى لها التوفيق والسداد في القول والعمل، فأرجو أن يتم تفهّم كلامي هذا
على الوجه الصحيح وعدم تأويلِه بالوجه الخاطئ واقبلوا فائق الاحترام ..!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق