http://goo.gl/l3Kvop

الأربعاء، 10 أغسطس 2016

" روسيا وتركيا "

لست مع حلف أحد ، لكن أقول : قد ينطبق على تركيا المثل العربي المشهور ، " جنت على نفسها براقش " ، وأظن أن حال تركية مع روسية هكذا ؛ ذلك لأن" الدب الروسي " - كما يسمونه - لا ينام على " ضيم " ، وقد لاحظنا أولى ردات فعل "الدب الروسي" على ذلك ، فلقد حققت تركية حلم سورية بالحصول على منظومة الدفاع الجوي ذات النظام المتميز !!
..وروسيا التي احتلت جورجيا في آب أغسطس 2008م حينذاك استنكر العالم ما قامت به هي تريد حماية مصالحها وأمنها ولا أحد يمنعها خاصة وأن جورجيا كانت ضمن أمبراطوريتها المنهارة هكذا يقولون ..وقد أسقطوا نظام الحكم آنئذ ..بالرغم أن جورجيا حلف في الناتو - حسب ما أعتقد - ..ولكن الأمر يختلف بالنسبة لتركيا فكان ردها " قويا " يدلل على عدم الرهبة أو الخوف من أحد وهذا يعني أن جمهورية أردوغان دولة تمتلك قدرات عسكرية واقتصادية وسياسية قوية جدا ..وليس اعتمادها فقط على الناتو أو الغرب ..بل إن تركية تشهد عملية تنموية في كافة المجالات جعلت منها قوة إقليمية يحسب لها حساب في حفظ توازن واستقرار المنطقة. .
..وتركية التي يرفض أو يماطل الغرب في انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي ، وهي في مساحة منها ليست بالبسيطة ضمن قارة أوروبا وجزء آخر منها في قارة آسيا. .فهي كما تقول النكتة الساخرة :" جاء طائر الحجل ليتعلم مشية الحمامة فلم يستطع تقليدها فأراد العودة لمشيته قام نسيها " ...وهذا حال تركية لا هي في الشرق ولا هي في الغرب بين بين !!
.وتركية التي تعتبر عضوا في حلف شمال الأطلسي " الناتو " ومن اسمه الأطلسي ؛ أي من المحيط الأطلسي ؛ إذ إن تركية لا تقع على المحيط الأطلسي؟ مع أن البرازيل - على سبيل المثال - تقع على المحيط الأطلسي وليست عضوا فيه ..والسبب في ذلك تاريخي يعود لتاريخ اندلاع الحرب الباردة بين الاتحاد السوفييتي ممثلا بحلف " وارسو " المنهار ..وحلف أمريكا ممثلا بحلف " الناتو " وهو إقامة " طوق " حول روسيا وخنقها قدر المستطاع. ..
.لقد كسرت هيبة روسيا الامبراطورية العملاقة صاحبة الجيش الجرار والسلاح المتطور ؛ إذ إن إسقاط طائرتها " واختلاق " مبررات لإسقاطها هو كسر لهيبتها ..إن روسيا ومذ بدأت عملياتها في سوريا حصلت بعض المناوشات الجوية والحدودية مع تركيا وكان التركي لها بالمرصاد. .هذا يدلل على القوة التي تتسلح بها تركية وهي القوة السياسية العالمية أولا. .
.وثمة اعتقاد أن الحال الذي وصلت إليه روسيا في سوريا سيكون " رادعا " لها من أي طلب عراقي للتدخل في العراق لمحاربة داعش أو " الإرهاب " ..لقد أصبحت داعش " شماعة" يستخدمها الغرب لتوريط من يشاء والقضية أكبر من داعش بكثير ؛ فكيف بعالم بأجمعه لم يستطع أن يقضي على هذه العصابة ..هنا نضع علامة استفهام على كل ما يجري ؟..
.وهكذا الحال بالنسبة لروسيا فلقد غرقت روسيا حتى اذنيها في سوريا ويبدو أنه سيتم استنزافها عسكريا وبشريا واقتصاديا وهي سعت كما تقول للحفاظ على مصالحها ولكن الغرب نجح في توريطها في هذا المستنقع ذو الوضع " المعقد " للغاية !

..فالصراع تاريخي بين الغرب ممثلا بالناتو وروسيا ممثلا بحلفها الحديث " الصين - سوريا - إيران " ومن يدور في فلك هذه الدول من تنظيمات وحركات وأحزاب. .فلقد نجح الغرب في توريط روسيا وحلفها في سوريا ووسيلة الغرب لخنق وإقامة طوق حول روسيا وكسر هيبتها هي تركيا العضو في حلف الناتو ..

.وليس ثمة اعتقاد أن روسيا سترد على إسقاط طائرتها من قبل تركيا؛ إذ إنها ليست بصدد دخولها حرب باردة فكيف بدخولها في حرب عسكرية عالمية ؟ ولا ننسى أن حلف الناتو سيدافع عن أي عضو من أعضاء الحلف إذا تعرض لأي تهديد. .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق