تنبيه : ما يلي ذكره مجرد كلام ارتجالي دون تخطيط مسبق وقد يكون غير مترابطٍ فيما بينه أو لا يعبر بالشكل السليم عن اللغة العربية فهي مجرد أفكار ساورتني فكتبتها .واللغة العربية ليست مقتصرة في تعلمها على ذوي الاختصاص فيها ، بل إنها لطالب العلوم الشرعية والعلوم الطبيعية وطالب اللغات الأخرى وعلوم الفيزياء والكيمياء وغيرها من العلوم ، إذ إن اللغة وعاءُ الفكر ؛ فبها يعبر عن أفكاره وما يجول في خاطره فكيف يعبّر ويخاطب ويتواصل مع الآخرين إن لم تكن لغته سليمة..؟!
كما أن اللغة العربية بعلومها وفروعها المختلفة
ذاتُ أهميةٍ كبيرة لفهم كتاب الله - تعالى - ، فلن تفهم كتاب الله على الوجه
السليم إن لم تكن عارفا وملما بعلوم اللغة العربية خاصّةً النحْوية والبلاغية منها
؛ إذ إن علمي النحْو والبلاغة من أهم ما يلزم لتفسير القرآن الكريم وتبيانه..!!
ومما ساعد على بقاء اللغة العربية وخلودها القرآن
الكريم فهي باقية ببقائه ، وقراءة القرآن الكريم وفهمه مما يساعد على تقويم اللسان
وتعويده على الفصاحة والبيان ؛ فالمصدر الأول لتعلم اللغة العربية هو القرآن
الكريم وتلاوته ، والذين لا يتلون كتاب الله كثيرا ولا يعون أهميته في تقويم
اللسان وتعويده على الفصاحة والبيان في لغتهم ضعف وركاكة..!!
وكما حفظ القرآن الكريم لنا لغتنا حفظ الشعر لنا
أبضا لغتنا العربية من الضياع ، وكما قال الرواة : "لولا شعر الفرزدق لذهب
ثلث اللغة " فقد أغنى الشعر اللغة العربية بالمفردات والألفاظ الكثيرة
الغزيرة ..!!
وعلى أمة اللغة العربية أمة الإسلام والقرآن أن
توليَ أهمية كبيرة للغة العربية يتناسب وقيمتها وعظمتها وخصوصا الأسر في تربيتها
لأبنائها ، وكثير من أهلها من يفتخرون بالتحدث بلغات أخرى ويتباهوْن بذلك وكثير من
أهلنها يلحنون في كلامهم بها وقراءتهم لها وكتابتهم بها وليس التحدث بلغات أخرى
عيبا ولكن عندما تكون متمكنا من لغتك الأم وكثير من أبنائها ما يُلخظ في تعليقاتهم
بلغة مائعة سخيفة تافهة على صفحات التواصل خصوصا وهنا لا بد أن اُذكر بأبيات لحافظ
إبراهيم يقول فيها :
وكثير من دارسي اللغة العربية ممن يحملون درجة الإجازة العالية
(البكالوريوس) تراهم يحملون شهادات عليا في مجالات أخرى غير اللغة العربية كالعلوم
السياسية والاقتصادية والتاريخ والدراسات العربية والإقليمية وعلوم التربية
والنفس وتكنولوجيا الإعلام والاتصال والشواهد على ذلك كثيرة من واقعنا ؛ ذلك لأن
التمكن من اللغة العربية وإتقانها وخاصة علم النحو يجعل الطريق لباقي العلوم سهلة
، قال الشافعي : " من تبحر في النحو اهتدى إلى كل العلوم " ولنا في
إمامنا الشافعي خير مثال فقد كان فقيها شاعرا فصيحا - عليه رحمة الله
-..!!
وكثير أيضا من غير المتخصصين في اللغة من يتقنوها بامتياز ومنهم
الكتاب والشعراء من يكتبون في الصحف والوكالات الإخبارية بإتقان وإبداع ؛ لأن
اللغة ليست حكرا على صنف من الناس يدرسها ويتعلمها ..وهذا مما يبعث في النفس بهجة
وسرورا أن ترى طبيبا أو مهندسا ينطق بالعربية بإتقان وإبداع ، بل إنني أعرف أستاذا
شاعرا يحمل (بكالوريوس) في الأدب الانجليزي ويحمل درجة الماجستير في الأدب العربي
والدبلوم العالي في الصحافة والإعلام ودكتوراة في الأدب الانجليزي وله ديوان
شعر وقصائد شهيرة ومؤلفات عديدة و عُدَّ من ألمع شعراء جيله ..وكثيرون ممن أبدعوا
في العربية أكثر دارسيها..!!
والأخطاء في اللغة ثلاثةٌ *فخطأ إملائي ، كأن تخالف في كتابتك للكلمة
القاعدة الإملائية لها وتكتبها بالشكل الخاطئ ، وهذا أمر ذو أهمية بالغة في اللغة
العربية ؛ إذ إنك ترى كثيرا من المتعلمين يخطئون في كتابة قواعد الإملاء وأساسيات
اللغة وقد يخطئ بذلك دارسو اللغة العربية أنفسهم ومن ذلك كتابة "ألأرض"
بهذا الشكل وهذا خطأ والصواب "الأرض" فهمزة الوصل تلفظ ولا تكتب وقس على
ذلك.
*وخطأ نحْويٌّ ، وهو اللحن في الكلام ولعله من أخطر (الأوبئة) على
اللغة العربية ، فهناك من الخطباء على المنابر من رفع المنصوب في آيات قرآنية
وهناك من نصب المجرور وحدّث وعلى حرج عن هذه الكوارث النحْوية ومن الأخطاء الشائعة
في ذلك، كمن يثبت ياء فعل الأمر كقولهم : "صلي على النبي" وهذا خطأ
والصواب " صلِّ على النبي " ؛لأن فعل الأمر مجزوم بحذف حرف العلة
منه..والأمثلة على ذلك كثيرة..!!
*وخطأ لُغَويٌّ ، يتعلق بالكلمة ومعناها ودلالتها في الكلام وهو
استخدام الكلمة في غير سياق موضعها وقد يختل معنى الكلام فيجب وضع الكلمة في
سياقها اللغوي الصحيح ، فمثلا يقولون في التهنئة : " مبروك" وهذا خطأ
والصواب" مبارك " ؛ لأن ثمة فرقا في المعنى بين الكلمتين ومثل ذلك
كثيرٌ ..!!
ومصادر اللغة العربية ثلاثة : القرآن الكريم
والسنة النبوية وكلام العرب في الجاهلية : إذ إن ما ذُكر يعد مصدرا للاستشهاد على
ما يخالف القواعد النحوية أو يوافقها ويتوقف عصر الاحتجاج عند ابن هرمة 152هـ فكل
ما قبل هذا التاريخ يستشهد بقولهم من الشعراء والأدباء في قضايا اللغة والنحو وهو
ما يسمى بالشواهد النحوية ..!!
وتنقسم علوم اللغة العربية إلى أقسام عدة : علم
النحو ، وعلم الصرف ، وعلم البلاغة ، وعلم الإملاء ، وعلم العروض والقوافي ، وعلم
الدلالة واللغة ، ومعظم هذه العلوم لها تفريعات ومستويات ؛ فمثلا ينقسم علم
البلاغة إلى ثلاثة أقسام: البديع والمعاني والبيان وينقسم علم الدلالة واللغة إلى
علم الأصوات واللسانيات والمعاجم ،وكل علم من هذه
العلوم هي مجال دراسةٍ وبحثٍ وتخصص عدا عن التخصصات في مواضيع الشعر العربي
الكثيرة ..!!
وليس كل متحدث أو كاتب بالعربية فصيحٌ ، فكثير من العوام من يقول
شعرا ويكتب نثرا ، لكنَّ في لغته ضعف وركاكة ؛ فللخصائص الأسلوبية واللغوية
والأساليب الخبرية والإنشائية والفنون البلاغية وجماليات التشبيه والتصوير الفني
المستخدمة أثرها وصداها في نفس المتلقي والسامع ؛ إذ إنك تستطيع من خلال نص الكاتب
والمتحدث بالعربية أن تميزه عن غيره فتعرف أن هذا الشخص ذو لغة قوية وذاك ذو لغة
ضعيفة ركيكة وذلك اعتمادا على النص وما فيه من الخصائص والأساليب والفنون
والجماليات..بل إن هناك كتبا ألّفت معنونةً بـ " كيف نتعلم الفصحى " و
" كيف تكون فصيحا " و"كيف تغدو فصيحًا " فليس كل متحدث وناطق
بالعربية فصيحٌ..!!
"... وليسَ التّأثُّرُ بما حقَّقه
الآخرُ من منجزاتٍ حضاريّة ، وعلميّة، وتكنولوجيّة صعدتْ به إلى أرقى مستويات
السُّلم الحضاريِّ والعلميِّ والتكنولوجيِّ عيبًا ، بل يستحبُّ ذلك ؛ بأن نتأثّر
بجوهر حضارته ومنجزاتِها ، وليس بقشور تلك الحضارة، والثّقافةِ التّي أوصلتْهُ إلى
أدنى مستويات السُّلم الاجتماعيّ والأخلاقيّ ؛ إذ إنَّ من أخطر ما يواجهُهُ الآخرُ
هو التفكُّك الأُسريُّ والاجتماعيّ الذي ينخرُ مجتمعاتِه نخرَ الصدأ للحديد ، وما
يلحقُه ذلك من ضررٍ يفتك بالمجتمع فتكَ الأّفعى بالضحيَّة ،والتي تعدُّ الأسرة
أهمَّ مكوِّنٍ من مكوناته ، فإذا ما فسدَ هذا المكون وتفكك ، فالنتيجة أن يغدوَ
هذا المجتمع مفكّكًا منهارًا هشًّا في بِنيتِه ، وهذا ما يُلحظُ في بلاد الآخرِ ،
والتّي يسعى جاهدًا لإيصال مجتمعاتِنا إلى ما وصلت إليه مجتمعاتُهُ ، لكنَّ نهضة
الأمَّة الفكريَّةِ الواعية لمخططاتِه ، وأهدافِه بالمرصاد - بإذن الله - "
"... كما أنَّ كثيرًا من الألفاظِ
في اللُّغةِ العاميَّةِ نجدُ لها أصلًا ومعنًى في معاجِم اللُّغة العربيَّة ، وهي
كلماتٌ فصيحةٌ يُظنُّ أنَّها عاميَّةٌ ؛ فمثلًا كلمة " بَسْ " هي اسمُ
فعلٍ بمعنى " كفى " أو " حسْب" ومثلُ ذلكَ كثيرٌ ..وبناءً على
اطلاعٍ ، ومعرفةٍ " يُهَيَّؤ " لي أنَّ هناكَ تقاربًا بينَ العاميَّةِ
والفصحى في كثيرٍ من الألفاظ ، وقد تأتي العاميَّة مساندةً للفصحى في كثيرٍ من
المواقفِ كما ذكرنا في موضعٍ آخرَ "
وينبغي عدم التكلف والتفيهق عند التحدث والكتابة باللغة العربية
،فاتركْ لغتك على سجيتها واعمل على تقويتها وذلك يتأتّى من خلال المطالعة والتمرس
على ذلك وكما ذكرت سابقا أن المصدر الأول لتعلم اللغة العربية بفصاحة وبيان
وإتقانِ التحدثِ بها بأقل اللحن هو القرآن الكريم إضافةً إلى الشعر الذي يعمل على
تقويم اللسان...كان ذلك تمهيدا بسيطا يتعلق باللغة العربية ونحن أعجز من أن نحصي
جلائل وعظمة هذه اللغة ونحن مازلنا نقف على شاطئها والتي نزل بها القرآن الكريم
والذي لا سبيل لفهمه وفهم السنة النبوية وعلوم الفقه والعقيدة إلا بإتقان العربية
وتعلمها والله الموفق..!!
أرى لرجال الغرب عــزّا ومنعة **وكم عزّ
أقـــــوام بعزِّ لغـــاتِ
أرى كـــل يوم بالجرائد مزلــقا ** من القبر
يُدنيني بغير أناتي
أيهجرني قومي عفا الله عنهم ** إلى لغــــة لم تتصـــلْ برواة
وأي كلمة يتلفظها متحدث العربية فهو على ثلاثة
أقسام : إما اسم ،أو فعل ، أو حرف ، والفعل إما ماض ، أو مضارع ، أو أمر ، وأما
الاسم إما جامد أو مشتق ..وكل فعل يلزمه فاعل وكل مبتدأ يلزمه خبر ، والحرف لا
قيمة له ولا معنى إلا في كلام مركب ، وتنقسم الجملة إلى فعلية واسمية ، ويشترك
الفعل والاسم في الرفع والنصب أما الجر فيختص بالاسم فقط وكذا الجزم بالفعل فقط..!!
والنحت في اللغة باب واسع
، فقد قالوا : (عبشم) من عبد شمس ، و(مرقس) من امرئ القيس ، وقالوا
: (حمدلة) من الحمد لله ، و(سبحلة ) من سبحان الله ، وومثل ذلك كثير ...وهذا مما
ورد عن العرب سماعًا ، وقالوأ يقتصر هذا الأمر على ما ورد سماعا عنهم ، وهذا تحجير
لواسع كما يقول المعلق على شرح ابن عقيل ..ويجوز لك أن تقيس عليه ، فتقول :
(المشألة) إذا أكثر من قول ما شاء الله ، و ( سبحرة )من سبحان ربي ، و (بسملة) من
بسم الله ، و(نعمصة ، نعمص ) من نعم صباحك ، وقس على ذلك وهو كثير ..!!
ومن جماليات اللغة العربية وفصاحتِها التذكير
والتأنيث في آن معا : تقول :هذا طريق وهذه طريق فكلاهما جائز وكذلك
هذا سوق وهذه سوق ،ومنه أيضا هذه سبيل وهذا سبيل ، وهذه طاغوت وهذا طاغوت ، وقس
على ذلك ،فهذه من الألفاظ التي يجوز فيها التذكير والتأنيث عند استعمالها..!!
و من أجمل ما في اللغة العربية أيضا هو تشكيل الكلمات وضبطها
بالحركات ،وذلك يمنع حدوث التباس في بعض الكلمات المتشابهة وحصول تغير جذري في
معناها إن لم تشكل ،ومن ذلك قولُهم : #الجَّنة ؛ بفتح الجيم المشددة ، دار النعيم ،#والجِّنة ،بكسر الجيم ،طائفة من الجن ، و #الجُّنة ،بضمها ،هي الدرع الواقي ،لاحظوا أن حرف الجيم فيه الخفاء والستر
والغموض والغيب ، ومن ذلك#المنذَرين ،#والمنذِرين ...التشكيل جميل والعبد الفقير
يستمتع بالتشكيل وهذا يسهل على القارئ ويقوي عنده ملكة القراءة والكتابة السليميْن
ويقلل من وقوعه في اللحن ..!!
والنقطة أو الحركة في اللغة العربية لها أهميتها،
فنقطة تغير معنى الكلام وتقلب الكلمة رأسا على عقب ،فمن هنا كانت أهمية تنقيط
المصحف الشريف و من التغير الذي يحصل : #ذبابة لو أزلنا النقطة عن الذال تصير إلى #دبابة ، فرق
شاسع وكذلك ،#الغرب و#العرب ، فرق بين الاثنين ، وقس على ذلك..!!
ومن دقائق العربية أيضا
قوله تعالى {{ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا
آمِنًا ...}}
وقوله : {{ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا البَلَدَ آمِنًا ...}}
و قوله في الأولى تكون (هذا) مفعولا به أولا
و(بلدا) مفعولا به ثانٍ للفعل الذي ينصب مفعولين وهو (اجعل) وآمنا نعت لـ(بلدا).
وأما الثانية ،فتكون (هذا) مفعولا به أولا
و(البلد) بدل من اسم الإشارة (هذا) و(آمنا) مفعولا به ثانٍ ..لاحظْ الفرق في
الإعراب بين الأولى والثانية ،فدخول أل التعريف على (البلد) غير في الصيغة
الإعرابية للجملة ؛لأن الاسم المعرف بعد اسم الإشارة يكون بدلا ..لا نريد التعقيد
ولكن من باب التنبيه إلى دقة اللغة العربية
ومن بلاغة العربية في آية
الفعل المبني للمجهول في قوله تعالى {{ وَقِيلَ
يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ المَاءُ وَقُضِيَ
الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الجُودِيِّ }} تَكرار هذا الفعل يدل على أن الذي قال
وأمر بالاستواء والإقلاع وانقشاع الماء هو الله وحده القادر على ذلك فجاء مبنيّا
للمجهول ؛ إذلا أحد سواه لديه القدرة على ذلك ، فلا قائل للحين إلا هو في هذا
الموقف العصيب والمهول ..وقال : (يا أرض ويا سماء) بنداء الاسم المفرد ولم يقل يا
أرضي ويا سمائي ؛ ذلك لأن الارض والسماء ما هما إلا ذرة في هذا الكون الفسيح والواسع
وهذا إيغال في الإبهام وكل ذلك جزء من الإعجاز البلاغي الطويل فيها والجودي جبل
بكردستانَ حاليَا....!!
"...ومن الخصائص التّي تتَّصف بها
اللُّغة العربيَّةُ عن غيرها من اللُّغاتِ ، وهذا سرٌّ من أسرار جمالِها ، وبهائها
، ودقَّتِها ؛ أنَّ الصِّفاتِ التّي تتّصف بها المرأة ، وتخصها تُذكَّرُ ، ولا
تؤنَّثُ فتقول : " امرأةٌٌ حامل في بطنها ، وحاملةٌ على ظهرها ، وامرأة قاعد
، والجمع قواعد ، ومن ذلك قولُه تعالى " وَالقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ
..." وهي المرأة الطّاعنة في السِّن ، والتي لا تنجب ، ولا تحيض ، ولا
تتزوَّج ، وإن أردتَ امرأةً قاعدةً ؛ أي جالسةً في بيتها ، وتقول امرأةٌ مرضع ، و
ثيِّب ، وبكر ، وامرأةٌ طالق ..."
وهناك من يسخر ممن يتحدث الفصحى وهذه ظاهرة خطيرة شائعة في
المجتمعات وهي تدل على مدى الجهل المستشري عند بعض أبنائها وقد يعدون ذلك تخلفا من
أيام أبي جهل ..يا للأسف!! ...هناك دكتور كان يدرسنا في معظم المحاضرات كان يلومنا
ويعنفنا ؛ لتقصيرنا بحق لغتنا ..كان يقول لنا : أنتم لستم عربا ، والله وبكسر
الهاء أنتم لستم عربا ، أتحدى أن تتقنوا العربية وتتحدثوا بها دونما أخطاء ، أنتم
أصولكم غيرُ عربية ..كان حريصا شديدَ الحرص على اللغة العربية والحديث بها بإتقان
وكان يغضب كثيرا لأي لحن يقع فيه طلابه في بعض حديثهم وكتاباتهم وكان يضع يديه على
رأسه ويقول سأنتف شعري ولكنه كان بلا شعر ؛وذلك دلالة على حرصه وحبه للغته ..كان
ينبه رؤساء الأقسام لبعض الأخطاء في كتبهم ومراسلاتهم ويقول لهم: هذا خطأ إملائي
ونحْوي لا يصح ،فيردون عليه (يادكتور لا تدق كثير ولا تقلق ) وا أسفاه!! ...عندما
كنا نخطئ في الامتحانات خطأ إملائيا أو نحْويّا كان يتم خصم درجة عن كل خطأ ، وذات
مرة نسيت أن أجزم الفعل المضارع الواقع في جواب الشرط فتمّ خصم درجة عن هذا الخطأ
ولولاه لكنت الأعلى درجة بين الطلاب ...سمعت أن في الجامعة الأردنية يسخر الطلاب
العرب من الطلبة الماليزيين الذين يتحدثون الفصحى...إن أمةً تستهزأ بلغتها ليست
أهلا لأن تقودَ أممًا وليست أهلا لنصر أو تمكينٍ أو استخلاف في الأرض..!!
ومن مظاهر الحرص على اللغة العربية كتابة الاسم بها فهناك
الكثيرون من يكتبون أسماءهم عبر صفحات التواصل باللغة الانجليزية أو العبرية
أو لغة أخرى غير مفهومة (خرابيش) هل نخجل من لغتنا ومن الاعتزاز بها واحترامها
وتقديرها ؟ أم ماذا؟ إن من المؤسف أن يكون ثمة دارسون للغة العربية ومتخصصون بها
وحاصلون على درجات عليا ويكتبون أسماءهم بلغات أخرى ،ليس عيبا ولا خطأ أن نتعلم
لغة الآخر بل يستحب ذلك وقد حث الإسلام على هذا الأمر ولكن هذا يكون بعد إتقانك
للغتك الأم واعتزازك بها ..لكن أن تدع لغتك وموروثك الثقافي والحضاري والعلمي
والأدبي ولا تعتزَّ به بل تخجل منه ..إن هناك من يخجلون من التحدث باللغة العربية
الفصحى هذا مؤشر خطير ...إن الأمم والشعوب الأخرى تقدس لغتها وموروثها الأدبي
والحضاري أيما تقديس ...عملت في إحدى السنوات لمدة ثلاثة أشهر مع خبراء صينيين
تابعين لإحدى الشركات الصينية العالمية العملاقة ،تعلمت ورأيت منهم الكثير ..إنهم
يقدسون لغتهم وعاداتهم وتقاليدهم وموروثاتهم الثقافية ولا يخجلون من الاعتزاز بها
ويعتزون بأنهم صينيون من جمهورية الصين الشيوعية ..كانوا في كثير من الأحيان
يرفضون الجلوس على الكراسي لتناول الطعام ...كانوا اثنان الأول يجيد الانجليزية
ليس بطلاقة والثاني لا يكاد يجيدها إطلاقا ..كان يعتمد على الأول في الترجمة وما
يحتاجه من معدات ومتطلبات ..لديهم التزام بالعمل وإتقانه ..يكرهون أمريكا
ويعتبرونها دولة سيئة جدا ..يكرهون اليابانيين ويتوعدون بقتلهم..كنت سعيدا جدا
بالعمل معهم لمدة ثلاثة شهور كان أحدهم اسمه يانغ والآخر فانغ وجاء الثالث ازهاو
في بداية الشهر الثالث ليتم تشغيل الآلات والماكينات الضخمة ..إنهم عندما يتكلمون
بلغتهم ينطقون كمًّا كبيرا من الأحرف والكلمات في في الدقيقة الواحدة ..وقد حصل
الكثير من المواقف والطرائف أنذاك قد نذكر بعضها ولا نذكر وهذا من ضمن تلك المواقف
أيام عملي في شرقي القدس الشريف..!!
" لقد زاحمتِ اللغةُ العاميّةُ
اللغةَ العربيّة الفصحى في مجال لم يكن يُتصوَّر أن تزاحمه فيه ، وهو مجال النّص
المكتوب ؛ إذ إنك ترى ذلك جليّا في الإعلانات ،وعلى اللوحات، وفي مواقع التواصل
الاجتماعيِّ ،وغيرها ، وهذا أمر بالغُ الخطورةِ ؛ وذلك لما له من أثرٍ سلبيٍّ على
اللّغة الفصحى ؛ إذ إنّه قد يتسبب في إضعافها، أو ضياعها ، أو إهمالها خاصّةً عند
جيل النشء الجديد ، ولقد كنتُ ذكرتُ ؛ أن على الأسر أن تربي أبناءها تربيةً سليمةً
وتنشئ جيلًا يعتزُّ بلغته ، وهويّته الحضاريّة والثقافيّة ، فلقد تكاد تذوب هويتنا
الحضارّية والثقافيّةُ في حضارة وثقافة الآخر ، وذلك يبدو واضحا لا لَبْسَ فيه من
تأثر مجتمعاتنا بالعلمانية ، والعولمة ، والتغريب ؛ أدواتِ الغزو الفكريِّ
لمجتمعاتنا التي - ويا للأسف –أسهم و يُسهم أبناء الأمة في " توريدها "
إلينا ، والله المستعان ..!!
"... وبالرَّغمِ من الدَّعوة للتحدُّث ، والكتابة باللَُغة الفصحى في مواقفِنا
الرَّسميَّة ، وغيرِ الرَّسميّةِ ، إلّا أنَّ هناك مواقفَ تقتضي الحالُ فيها
التَّحدُّث ، والكتابة بالعاميَّة ؛ لأن التَّعبير عن هذا الموقفِ سيكون له قيمةٌ
جماليَّةٌ لإيصال الهدف منهُ إذا ما عُبِّر عنه بهذه اللُّغة ..كما أنَّ اللُّغة
العاميَّة انتشرت في كثيرٍ من العصور، وكان لهذه العصور لُغتها العاميّة ، فأهل
الأندلس كانت اللّغة العاميّةُ سائدةً عندهم ، وقد قيل شعرًا ، ونثرًا باللّغة
العاميّة ، كما في عصرنا الحالي ..وفي حياتنا اليوميّة العاديّة ، اللّغة الدّارجة
بيننا هي العاميّة ، وفي مواقنا الرسميّة وكتاباتنا في الأعمِّ الأغلب نستخدم
اللُّغةَ الفصحى
"
" نظرةٌ من على شاطِئ العربيّة "
" نظرةٌ من على شاطِئ العربيّة "
" وثمّة آيات في القرآن الكريم في
ظاهرها جمل خبريّة ، لكنّها تفيد الأمر ، أو النّهي وهما غرضان من غرض الإنشاء
الطّلبي ، نحو : " الطّيّبون للطيّبات " ساقها الله على شكل خبر ويراد
بها النهي ؛ أي ينبغي أن يكون الطّيبون للطيّبات " لا تزوّجوا الطيبات إلا
للطيّبين والعكس ، ومثل ذلك وارد في القرآن الكريم "
" نظرةٌ من على شاطئ العربيّة "
" ...والبحورُ الشّعريّة ستَّة عشرَ
بحرًا ، خمسةٌ عشر منها أستحدثها الخليلُ بنُ أحمد ، ومعظمُ هذه البحور له
تفريعاتٌ أخرى ، " مشطور ، منهوك ، ..." وما يطرأ على تفعيلات هذه
البحور من زحافاتٍ ، وعللٍ ؛ ويطلقُ على البحر " الطَّويل " شيخُ البحور
؛ لكثرة ما نظم عليه ، ويُعدُّ البحر " الوافر " من أجمل البحور ،
وأسهلها على الأذن ..وعلمُ العروض ، والقوافي هو علمٌ موسيقيٌّ أبدع الموسيقيون في
اللّحن عليه ، ويُعدُّ من أجمل ما في اللُّغة العربيّة ، فما أجمل التّقطيع
العروضي ! ؛ لأنَّه يعتمد على الصّوت ، والنّغمة الموسيقيّة "
تقول : " قابلت فلانًا بالأمس ،فتكون "
بالأمس " أيَّ يومٍ مضى ، غير محدد مع أنها معرّفة بالألف واللام ،أما قولك :
" قابلت فلانا " أمس " فتكون " أمس " ما يسبق يومك الذي
أنت فيه ، وهذا من بلاغة اللغة وفصاحتها "
" ثمّة نصوص في اللّغة العربيّة
تحتاج لمرةٍ ، أو مرّتين ، أو ثلاثةٍ ، أو أربعةٍ ، لقراءتها بتمعّنٍ ، وتفحّصٍ
حتّى تفهمها ، وتعيها ، وتستخرج الفكرة منها "
"... وَكان أوَّلَ منْ وضعَ
العلاماتِ الإعرابيَّةَ الأصليَّة ،أبو الأسودُ الدُّؤليُّ ؛ بأمرٍ من أمير
المؤمنين عليٍّ - رضي الله عنه - ؛ وذلك بسبب اللَّحن ، واللَّبسِ الذّي جرى على
ألسنةِ الكثيرين ممّا أوقعَهم في المحظورِ من القول ...أمَّا فيما يتعلقُ بوضع
النُّقاط على الحروف ، فكانت بأمر من عبد الملك بنِ مروانَ في العصر الأمويِّ ؛
ليحيى بن يَعمُر ، والنَّضرَ بنِ عاصمٍ ؛ لتنقيط الحروف حتّى تتميَّز عن بعضها
خاصّةً المتشابهةِ منها ومن ذلك " ج ، ح ، خ ، ذ ،د ..." مثال : "
فتبيّنوا " فتثبّتوا " البعض قرأ في القرآن الكريم الثّانية بدلَ الأولى
للتّشابه بين الحروف ، والأصلُ الأولى كما في سورة الحجرات "
" في كثيرٍ من الآياتِ القرآنيّة
يُخاطب الله - سبحانه وتعالى - عبادَه بلفظِ المذكَّر نحْوُ : "يا أيُّها
الذَّينَ ءامَنُوا " ، وغيرها ..أينَ ذهيتِ الأنثى من هذا الخطاب ؟ ..لقد
باتَ معروفًا عند العربِ قديمًا ، وحديثًا أنَّ أيَّ خطابٍ بلفظِ المُذكَّر يشمل
الأنثى ، وهذا ما يُسمّى من باب " التّغليب في الخطاب " ، وأنَّ الأنثى
مضمّنةٌ في هذا الخطاب.. على سبيل المثال تقول : " دخل الصفَّ أربعة طلاّبٍ ،
وأربع طالبات " لو جاء شخص آخر ، وقال : " دخل الطّلاب إلى الصّف
"، فالمقصود هنا ذكورًا ، وإناثًا ، فهنا تضمين للأنثى ، وأنّها مضمنة في هذا
القول ، وهو ما يعرف " بالتغليب في الخطاب "
" كلمةٌ في اللّغة العربيّة
شائعة الاستعمال إذا عُرّفت نُكّرت ، وإذا نُكّرت عرفت
"... وتختلفُ اللُّغة من شخصٍ لآخرَ
ممّن ينطقون ، ويتحدّثون العربيّة ، ويكتبون بها ، فهذا يجنح إلى الخيال ، ويُسهبُ
فيه ، وذلك يميل للوضوح ، والصَّراحة في كلامه ..وهذا من الإبداع في اللُّغة ،
لكنَّ مقصودي ؛ هو أنَّ الألفاظَ المستخدمةَ ، والتّراكيب تختلفُ في استعمالاتها
من متحدِّثٍ لآخرَ ، مع أنَّ كلاهُما يتحدَّث الفصحى ، ويُجيدها بإتقانٍ ، فقد
تكون لغته " جذّابةً " لمستمعيه ، أو قارئيه ، أكثرَ من لغة الآخر "
"...وتتعدّدت أراءُ الباحثين حولَ
نشأة الخطوط العربيَّة ، فهناك آراءٌ ، وأقوالٌ متعدِّدةٌ متشعّبةٌ حولَ هذا
الموضوع ... وكانتِ النَّقْلة النَّوعيّة للخطوط العربيَّة على يد ابنِ مقلةَ الوزير
، وقد كان وزيرًا أديبًا وشاعرًا مبدعًا وناثرًا بليغًا ، وهو شيخُ الخطّاطين ،
ومهندس صناعتِهم ، وتلميذُهُ ابنُ البوّاب ،الذّي سار على خطاهُ ، وكان ذلك في عهد
الدَّولة العبّاسيَّة ، والتّي بلغت أوجَ تقدُّمها العلميِّ ، والحضاريِّ في عهد
الخليفة المأمون ، فأُنشأَتِ الدُّورُ ، والمكتباتُ ، ورفد الأدباء، والعلماءُ
المكتبة العربيَّة بالكتب من شتّى العلوم ،والمعارف ، وأنشَأَ دارًا للتّرجمة
تُعنى بترجمة علومِ الأمم الأُخرى ...وهكذا تطوَّر الخطُّ العربيُّ في هذا العصرِ
، ومن جاء بعدَ هؤلاء الخطّاطين المبدعين الذّين أوجدُوا خطوطًا جديدةً ساروا على
ما بدؤوه وطوَّروا في هذه الخطوط "
" ... وَالخطوطُ العربيَّةُ أنواعٌ
كثيرةٌ متعدِّدة منها ما هو مشهورٌ مستخدمٌ ، ومنها ما هو قليلُ الاستخدام ، وهي
أقربُ إلى الفَّنّ ، والجمال لا أكثر ،ومنها : الخطُّ الكوفيُّ ، وهو أقدمُ الخطوط
العربيَّة ، والخطُّ الرّيحانيُّ ، والخطُّ الدّيوانيُّ ، وقد كان يُستخدم للأسرار
العسكريّة ، وخطُّ النّسخ ،و خطُّ الإجازة ، وخطُّ الرقعة ، وخطُّ الثُّلث ،
ويُعرف بشيخ الخطوط ، كما في البحور الشّعريّةِ يُعرف البحر الطّويل ، بأنَّه شيخُ
البحور ؛ لكثرة ما نُظم عليه "
"... وَكان أوَّلَ منْ وضعَ
العلاماتِ الإعرابيَّةَ الأصليَّة ،أبو الأسودِ الدُّؤليِّ ؛ بأمرٍ من أمير
المؤمنين عليٍّ - رضي الله عنه - ؛ وذلك بسبب اللَّحن ، واللَّبسِ الذّي جرى على
ألسنةِ الكثيرين ممّا أوقعَهم في المحظورِ من القول ...أمَّا فيما يتعلقُ بوضع
النُّقاط على الحروف ، فكانت بأمر من عبد الملك بنِ مروانَ في العصر الأمويِّ ؛
ليحيى بن يَعمُر ، والنَّضرَ بنِ عاصمٍ ؛ لتنقيط الحروف حتّى تتميَّز عن بعضها
خاصّةً المتشابهةِ منها ومن ذلك " ج ، ح ، خ ، ذ ،د ..." مثال : "
فتبيّنوا " فتثبّتوا " البعض قرأ في القرآن الكريم الثّانية بدلَ الأولى
للتّشابه بين الحروف ، والأصلُ الأولى كما في سورة الحجرات "
المجال الواسع لدراسة النص الأدبي في اللغة
العربية؛ إذ إن النص الأدبي ينقسم لقسمين : الشعر ، النثر ، وكل قسم ممن ذكرنا له
تقسيمات وتفريعات لا حصر لها، فالشعر ألوان مختلفة وكذا النثر !!
اللغة العربية كائن حي ينمو ويتجدد باستمرار،
وهذا سر بقاء وخلود هذه اللغة ، إذ إنها تتسم بلين ومرونة مناسبين لمقتضيات
ومتطلبات العصر !!
اللغة العربية مليئة باللهجات، وقد انعكس ذلك على
قراءة القرآن الكريم بين العرب الفصحاء الأقحاح البلغاء. . . ويقدر عدد اللغات في
العالم بسبعة آلاف لغة، إذ تحتل اللغة العربية المرتبة الخامسة من بينها، وبالرغم
من ذلك إلا أن هذا يعد مؤشرا باعثا على القلق !!
لاحظ عدد سكان العالم 7 مليارات تقريبا يقسم
هؤلاء بناء على لغاتهم فنقول : عرب وعجم. .لاحظ جعل الذين يتكلمون اللغة العربية
أمة كاملة في كفة لوحدها والكفة الأخرى لكل لغات العالم الأخرى وهم العجم غير
العرب أو الذين لا يتكلمون العربية ذلك ميزة وخاصية للغة العربية دال على عظمتها
ورفعتها !!
من المواقف الملفتة للانتباه في أحد الدروس العربية الإملائية
المتعلقة بالحروف المزيدة في الجمل وموضعِ زيادتِها ؛ فكان من تلك الجمل، جملٌ
لا تزاد فيها الألف الفارقة واستُشْهد بأمثلة لجمع المذكر السالم واستشهد بجمل
تزاد فيها الألف الفارقة في الأفعال بعد واو الجماعة ، ومن تلك الأمثلة قولُهم:
(مسلمو الصين) ، (مثيرو الفتنة) ..لا حظْ - يرعاك الله - لو قرأ القارئ
العبارتين بتتابع سيحدث لَبْسٌ وتداخلٌ بين الجملتين مع أن المؤلف لم يقصد
الأولى للثانية فكلاهما مستقل ولا علاقة للآخر به وهذا كان من المآخذ على مساق
اللغة العربية (أ) الإلزامي لكل طالب جامعي وأيضا مآخذُ أخرى أُخذت عليه والعبد
الفقير راجع أستاذه د.ياسر حروب في بعضها ولم يكن يعرفه آنئذٍ فقال له : يعجبني
الطلاب أمثالُكَ ..ومضت السنوات ودرّسني مادّتي النحْوِ فتحقق إعجابه بي فعلا
وقد وصفني حينئِذٍ بأنني من الطلاب النجباء ..جزاه الله كل خير وبارك فيه فنعم
المعلم والأستاذ هو ..إن ذكري لهذا الأستاذ هو وعدٌ قطعته على نفسي أمامَ الطلاب
وأمامَه بأنني سأظل أذكره بخير ما حييت ؛لأنه هو من غرس حب اللغة العربية
ونحْوِها في نفوسنا وكنت قد خصصت منشورا سابقا متعلقا به مرفقًا بصورة له ..
أدامه اللهَ ذخرا وعطاءً للغة العربية وأهلها وألبسنا الله وإياه لباس الصحة
والعافية ..!! وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
...إن قوام الموروث الفكري
والثقافي العربي هو اللغة العربية. . فلا تجد فيلسوفا أو فقيها أو عالم طبيعيات
أو غير ذلك من العلوم إلا وكان موسوعة في اللغة العربية أدبا وشعرا ونحوا وصرفا
وبلاغة، ولذا اللغة " وعاء الفكر
" !!
" لسان العرب " لابن
منظور - رحمه الله - ، هو أكبر وأغنى قواميس اللغة العربية ، إذ يضم بين ثناياه
قرابة الثمانين ألف مادة لغوية . .ولعلني أقول صادقا بأنني - وأقسم - لو أدركته،
- وكان مسموحا تقبيل أقدام العلماء - لقبلت قدميه ، شكرا له على هذا الجهد الجهيد
والعمل العظيم ، في جمع ما تفرق وتشتت من اللغة ، آخذا إياها من أفواه العرب
الأقحاح !!
|
..ومما لوحظ أن اللغة العامية تزاحم اللغة الفصحى
في كثير من المجالات في مجال النص المكتوب أو المقروء أو المسموع ..وبلا شك لم يكن
يتصور أن تزاحم اللغة العامية الفصحى في مجال النص المكتوب فيغدو لدينا كتابات
وأشعار بالعامية ..وهذا ما يلحظ في وسائل التواصل والإعلانات واللوحات وغيرها
..لذلك ثمة دعوات أطلقت مع حلول اليوم العالمي للغة العربية تحت شعار أو وسم
" بالعربي " و " وكن عربيا" وغير ذلك !!
لقد باتت اللغة العامية واللكنات الناجمة عن التأثر بلغة المستعمر كما في بلاد المغرب العربي فاللهجة عندهم مائلة للفرنسية ..باتت هذه اللغة مستساغة في كثير من البلدان حتى في تدريس اللغة العربية للطلبة يكون جل الحصة الدراسية باللغة العامية وهذا مما أقع فيه أنا وأعتقد غيري لا ندري لماذا هل المشكلة في الطلبة الذين لا يفهمون الفصحى؟ أو العامية تأتي كدعم وسند في توضيح الفصحى وقواعد اللغة ؟ ..وهذا مما لاشك فيه خطأ فادح مع الحرص الشديد دوما على التمسك بالتحدث والكتابة والقراءة باللغة الفصيحة !!
...ولا شك أن هذه الدول ذات التأثر بمخلفات المستعمر تبذل جهودا كبيرة أبناؤها للنهوض باللغة العربية الفصحى وألحظ ذلك في الجزائر ثم المغرب ...جهودا للحفاظ على اللغة الفصحى من الضياع والانصهار في لغة وثقافة الآخر. .
قيل عن الأصمعي صاحب ديوان الأصمعيات والذي جمع فيه أشعار العرب
قيل إنه كان يحفظ نصف اللغة وقيل عن آخر - لست أذكر اسمه - أنه كان يحفظ أربعين
ألف بيت من الشعر. ..أنت تتحدث عن موسوعات أدبية وعلمية تمشي على الأرض !!
..ف الشعر يطيب الخاطر ويفرحه، لذا كان كثير من الملوك يطلبون الشعراء أو
يأتيهم الشعراء فيسمعونهم من الشعر ما يسر ويبهج مقابل المال !!
كان البارودي في منفاه بجزيرة " سرنديب " سابقا
" كولمبو " حاليا يتخذ من الشعر وسيلة أو غرضا يواسي به نفسه ويفضفض
عنها، إذ كان يعيش في جو من الكآبة والحزن ،بسبب الفراق والبعد ، وقد ذكرنا في
منشور سابق لنا بعض الأبيات التي يصف فيها حاله بعدما ورده نبأ موت الأحبة والأهل.
.ما أود الوصول إليه هو أنني أتخذ من الشعر وسيلة لأفضفض عن نفسي وأزيح عن هذا
القلب المجروح المكلوم ما تراكم عليه من شدائد الزمان ومصائبه وهمومه وآلامه !!
" لد " يا فلان. .كلمة سمعتها وأسمعها من ربعنا في بلدات وقرى الجنوب
الغربي لمدينة الخليل ..وتعني هذه الكلمةالعامية والتي قد تكون فصيحة بمعنى : انظر
يا فلان لذلك الشيء ..ويتلفظ أهل البداوة بمثلها أيضا !!
ولعل قوة شعر البارودي " شاعر السيف والقلم " آتية من قراءته لشعر العصر العباسي والمستوحاة منه لفظا ومعنى وقوة أسلوب وتعبير ؛ لذلك في كثير من الأحيان لا يفهم شعر البارودي مع أنه رائد مدرسة الإحياء وأحد شعراء العصر الحديث وقد تحتاج لمعجم لفهم ما يريد البارودي
ولعل قوة شعر البارودي " شاعر السيف والقلم " آتية من قراءته لشعر العصر العباسي والمستوحاة منه لفظا ومعنى وقوة أسلوب وتعبير ؛ لذلك في كثير من الأحيان لا يفهم شعر البارودي مع أنه رائد مدرسة الإحياء وأحد شعراء العصر الحديث وقد تحتاج لمعجم لفهم ما يريد البارودي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق