http://goo.gl/l3Kvop

الجمعة، 17 يونيو 2016

تأملات في آيات


                                                      
قوله تعالى : " نحن نقص عليك أحسن القصص "
قال أحسن القصص فلا أحسن منها قصة فهي ملآى بالعبرة والموعظة والحكمة. .قال بدأت بحلم وانتهت بتحقيق هذا الحلم. .وهكذا أيها المؤمن لا تيأس من تحقيق هدفك وحلمك مهما كانت ظروفك ومهما كاد لك الأقربون ودبروا لك فالله معك ولن يخذلك

في سورة المؤمنون ذكر الحق سبحانه و تعالى بعد قصة نوح قائلا : ثم أنشأنا من بعدهم قرنا آخرين " لم يذكر من هم وجاءت بصيغة المفرد ...ثم بعدها في الاية 42 قائلا : " ثم أنشأنا من بعدهم قرونا آخرين "
بصيغة الجمع ..قال ففي الأولى يتحدث عن قوم عاد الذين هم بعد قوم نوح في المجيء من ناحية الزمن وأما الثانية فيتحدث عن عدة أقوام متتابعين ومتعاصرين قوم موسى وشعيب. .متعاصرين زمانيا قوم لوط وإبراهيم متعاصرين واقوام أخرى متتابعة. .ولقد لفتني ذلك أثناء قراءتها فوجدت الإمام الشعراوي قد تحدث لفت لهذا الأمر !

_____________________________________________________

قال : وإنك لعلى خلق عظيم " ..لم يقل على علم أو قوة أو ثراء أو جاه. ..
ذلك لأن العلم قد يكون منه ما هو ضار كمن يستخدمه للفتك بالشعوب. .والمال قد يؤدي بصاحبه لداهية والفن منه عظيم لكنه قد يكون فنا منحطا وهكذا ..لكن الأخلاق تبقى القيمة القيمة العظيمة والتي تعتبر قواما أساسيا من قوامات الانسان والمجتمع !
_____________________________________________________
" تأملات في آيات " 
قوله تعالى : " وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا " الفرقان / 54 .
الشاهد فيه قوله : " نسبا وصهرا " 
في اللغة : انساب الماء " سال وصار في الأرض ، وانصهر النحاس ...
 في دلالة هذان اللفظان إشارة إلى الذوبان والاندماج والانسجام فكأن الزوج أصبح واحدا من أعضاء أسرة زوجته فإذا كان ذلك كذلك فإنه ليس من المنطقي تحميل والد الفتاة لخاطب ابنته أعباء لا يطيقها -إذا كان يريد سترا - لأن هذا الزوج بعد حين سيذوب في الأسرة ويصبح واحدا منها فمن باب أولى التخفيف والرفق بنسيبه وصهره فالقرآن الكريم كان دقيقا وبليغا جدا في استخدام الألفاظ في سياقها لكي تعطي دلالات أبعد وأعمق!  
قوله تعالى : " وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى قال ..." القصص ج- 20 / آية -20 / ص 387.
وقوله تعالى : " وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال ..." يس ج- 22 / آية - 20 / ص 441.
المراد، دلالات التقديم والتأخير في لفظة رجل ..أنا متأكد أن هناك معنى لغويا وبلاغيا عجيبا للتقديم والتأخير ، يدل على عظمة اللغة العربية، ودقة الألفاظ وبيانها في كل آية !
_____________________________________________________

قوله تعالى: " إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب. .." لم قال تراب ولم يقل طين ..؟ مع أنه في آيات عديدة كثيرة قال ..خلقه من " طين " عن الإنسان !! 
_____________________________________________________



لفت انتباهي قوله تعالى في سورة النمل في سياق الحديث عن قصة سليمان والهدهد إذ قال في معرض حديثه " لأعذبنه عذابا شديدا أو لأاذبحنه " .وكذا في موضع آخر " ولأ اوضعو ...وغيرها " ..دلالات وجود ألف همزة الوصل مع أنه كان بالإمكان الاستغناء عنها ولا داعي لها لكن وجودها له دلالات دقيقة وعظيمة. .وأولا وآخرا يبقى ذلك رسما قرآنيا لا يقاس عليه ..!
______________________________________________________________________

قوله تعالى : " وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة. ."
المشئمة من التشاؤم والشؤم و شأم ..سمى أصحاب الشمال بالمشئمة، إذ بئس المرتع الذي هم إليه ذاهبون! !
_____________________________________________________


قوله تعالى : " ومن آياته خلق السماوات والأرض وما بث فيهما من دابة. .."
الشاهد فيه قوله : " فيهما من دابة " ، يعني السماوات والأرض، إذ إن في ذلك إشارة بأن ثمة كائنات ومخلوقات أو دواب تعيش في خارج الأرض على كواكب ومجرات نحن لا نعلمها !!
_____________________________________________________

قوله تعالى : " وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي ردءا. .." 
الشاهد فيه قوله : " أفصح مني لسانا "
أي أفصح مني لغة، ولا يعني ذلك أن موسى عليه السلام كان " يلثغ " في كلامه - وهذا الشائع لدى الكثيرين لكن هذا الرأي يجانب الصواب - ، إذ لا يمكن أن يرسل الله رسولا فيه "عيب" في نطقه ..ولذلك سمى ابن منظور معجمه ب"لسان العرب " ، أي لغة العرب. .وقوله تعالى : " ما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه " ؛ أي بلغة قومه !!
_____________________________
قوله تعالى : " لعمرك إنهم في سكرتهم يعمهون "
الشاهد فيه قوله : " لعمرك "
لم يقسم الله بحياة نبي إلا بحياة محمد بن عبد الله، ذلك لأنه قضى حياته في إعداد وتأسيس منهج ونظام إسلامي كامل متكامل، فصار قدوة للناس في كل شيء، ولم يضيع " هنيهة " من حياته إلا كانت تشريعا أو قدوة للناس من بعده !!
_____________________________________________________

قوله تعالى : " فبشرهم بعذاب أليم. ."
الشاهد فيه قوله : " فبشرهم. "
إنما البشرى تكون للأمر الحسن والخير، ولكنه إنما جاء بها هنا على سبيل التهكم والسخرية ، ومثل ذلك شائع كثير في أساليب القرآن البلاغية !!
_____________________________________________________
قوله تعالى : " قل انظروا ماذا في السماوات والأرض. ." 
الشاهد فيه قوله : " ماذا في .."
وإنما جاء " بماذا " اسم الاستفهام؛ ليفتح لك باب الأفهام والنظر والتفكر والبحث والتأمل لتصل إلى الحقيقة ، وكان بالإمكان أن يقول : " انظروا السماوات " ..فهو يريد أن تصل أنت لما في السماوات من كواكب ومجرات. ..
_________________________________________________________________________

قوله تعالى : " كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة "
لاحظ بلاغة التشبيه القرآني لحال المشركين يوم البعث؛ إذ شبههم بالحمير الوحشية الهاربة من أسد يريد افتراسها، لكن ولات حين مناص !!
___________________________________________________________________________

وله تعالى عن نزول المطر :" فانظر إلى آثار رحمة ربك كيف يحيي الأرض بعد موتها ..." ...
الإحياء هنا ليس للنبات والحيوان فحسب ، بل إحياء للإنسان ، لعله بذلك يرتدع عن طغيانه وإجرامه !!
____________________________________________________________________________
·         ________________________________________________________________________
·         قوله تعالى : " فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون. .."
أحيانا الإنسان يوضع في موقف صعب محرج فيكون على المحك أهو مع زيد أم عبيد أو فلان أم علان ..هنا الاختبار الإلهي هو يريد اختبارك ليبان قرارك !!
·         ________________________________________________________________________
·         قوله تعالى حكاية عن هدهد سليمان : " وجئتك من سبأ بنبأ يقين "
الشاهد فيه قوله : " بنبأ يقين "
لما تفقد الطير ولم ير الهدهد جاء وقد أخبره بما رآه رأي العين ووقف عليه معاينة وحسا ، إذ يتبين لنا صدق الهدهد فمنه نتعلم الصدق والحقيقة في نقل الأخبار. .وحدث ولا حرج عن بضاعة الكذب اليوم، إذ هي أكثر البضاعة رواجا ولا حول ولا قوة إلا بالله !!
·         ________________________________________________________________________
·         قوله تعالى حكاية عن نبيه لوط - عليه السلام - : " لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد "
الشاهد فيه قوله : " ركن شديد "
ما الركن الشديد هنا ؟
يتبين أن الركن الشديد هو الله سبحانه فهو الملجأ والملتجأ أولا وآخرا حين تدلهم الخطوب وتضيق السبل فليس للإنسان منجى ولا ملجأ منه إلا إليه سبحانه ..فهو المعين الناصر المفرج للكروب والخطوب جل في علاه !!
·         ________________________________________________________________________
·         قوله تعالى : " وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون "
الشاهد فيه قوله : " يمرون عليها "
إن المرور على الشيء ليس كالمرور عنه، وإنما الآيات والدلائل واضحة أمامهم لا تحتاج لمرشد أو دليل ولكن رؤيتهم لها ومرورهم عليها غير عابئين بما فيها من دلائل وعبر واستخلاص ذلك منها هو سبب جحودهم وكفرهم ونكرانهم وعدم قناعتهم بالرغم من كثرة الدلائل التي بين أيديهم ويمرون عليها معظم أوقاتهم - والله تعالى أعلى وأعلم - !!
·         ________________________________________________________________________
·         قوله تعالى : " إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا شاكرا لأنعمه .."
الشاهد فيه قوله : " كان أمة "
الإنسان المؤمن دائم العطاء والبذل، ولذا هو يعطي ولا ينتظر المقابل، لأنه جزاء ما عمل وفعل يجده عند الله. .ولذا قال الله لإبراهيم : أتدري لما اتخذتك خليلا؟ قال : أنت أعلم. .قال : لأني رأيتك تحب أن تعطي ولا تؤخذ. .ولذلك قد ترى إنسانا بسيطا أنت تحسبه وتراه بسيطا لكنه فيه من الخير والنفع للغير ما الله به عليم. .فتراه يساعد هذا ويقضي حاجة ذاك ويواسي هذا ويعطي ذاك وهكذا ..ولذلك إن بإمكان كل إنسان أن يكون أمة كما كان إبراهيم عليه السلام !!
________________________________________________________________________
·         قوله تعالى : " لا يعلمون يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا "
لاحظ! ، "التحقير " الإلهي لهؤلاء ، إذ يسمى ذلك في علم البديع " طباق السلب " ، إذ إن حال كثير من الناس الأكل والشرب والنكاح والمتعة الزائفة. .وهم عن الآخرة معرضون، ولذلك " ذلك مبلغهم من العلم " !!
·         _____________________________________________________________________________
·         قوله تعالى حكاية عن الجن :" وإنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا "
الشاهد فيه قوله : " أشر أريد "
لاحظ - غفر الله لي وإياك - مجيء الفعل" أريد" مبنيا للمجهول ، وفي المقابل مجيء نفس الفعل " أراد مبنيا للمعلوم " ، إذ في الأولى الفاعل مجهول أو غير ظاهر، لكنه في الثانية ظاهرا، فلقد مدحت الجن في هذا الأسلوب والأدب في نسبة الشر لمجهول، ونسبة الخير إلى الله، مع أن الخير والشر بيد الله ، وهذا من باب الأدب مع الله. .فثمة آيات كثيرة مثل هذه في قصة الخضر وموسى وفي قول إبراهيم في مناجاته لربه حيث نسب المرض لنفسه والشفاء لربه ...!!
" إن هو إلا رجلٌ به جِنَّةٌ " ؛ أي مجنون ، اتهموا المؤمنين بالجنون ، وليس المقصود به الجن المخلوق من نار والذي يعيش في عالم الخفاء !!·         
_____________________________________________________________________________
·         قوله تعالى عن أصحاب الكهف : " لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا "
كيف يكون الفرار ثم الامتلاء بالرعب؟ كيف يسبق الثاني الأول ؟
قال : إنك أيها الرائي لهم عندما تراهم لا تملك إلا أن تمتلأ رعبا من هول المشهد ثم تفر هاربا، أي إنك إذا ما رأيت شيئا مخيفا لا تمكث وأنت تشاهده بل ترتعب وتفر هاربا وتبقى آثار الرهبة والخوف باقية ومسيطرة عليك أثناء هروبك - والله أعلم - !!
·         _____________________________________________________________________________
·         قوله تعالى : " هل في ذلك قسم لذي حجر "
الشاهد فيه قوله : " لذي حجر "
لاحظ - جعلنا الله وإياك من العاقلين - أنهم يقولون : الحجر الصحي أو إقامة حجر على المريض، والحجر - بكسر الحاء - في اللغة يعني المنع، ولكن المراد به هنا العقل. .والاستفهام هنا يفيد التقرير ، وتنكير القسم يفيد التعظيم، إذ إنك أيها الإنسان صاحب العقل المكرم به والمميز به عن غيرك من المخلوقات هل بقي مانع يحجر عقلك عن الله وآياته بعد كل هذه البراهين والشواهد من التدبر والتفكر والتأمل ؟
·         _____________________________________________________________________________
·         قوله تعالى : " واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه "
أي يا محمد لا تعرض عن الناس البسطاء ولا تهمشهم بل اجعل نفسك واحدا منهم ففيهم الخير والبركة ومن وجوههم يشع الإيمان والنور ..إنهم طبقة المساكين. .أحيانا لا يلتفت إليهم الناس ولكن أحدهم الأشعث الأغبر المرقوع الثياب اقسم على الله لأبره الله لا ينظر المظهر ولكن ينظر للجوهر .!!
·         -_____________________________________________________________________________
·         قوله تعالى : " وإن الدار الآخرة لهي الحيوان "
الشاهد فيه قوله : " لهي الحيوان "
أي هذه الدار الكاملة الحق غير النافصة والتي تستحق أن يعمل لها أما الدنيا دنية ناقصة مهما ادعي أن الإنسان حقق كل مايرغب ويتمنى لكنه سيشعر بأن ثمة شيء ناقص لا يدري ماهو أو يدري. .!!
·         _____________________________________________________________________________
·         قوله تعالى مخاطبا نبيه عيسى - عليه السلام - : " أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله ..." ، المائدة /آية / 116.
الشاهد قوله : " أأنت قلت للناس .."
مما هو معلوم أن الاستفهام بالهمزة يأتي على عدة أوجه ، ومنها " التوبيخ " و، قد أفاد الاستفهام هنا هذا المعنى ! ..كيف لله - عز وجل - أن يوبخ نبيه وصفيه ؟ والله يعلم أن عيسى لم يقل ذلك ، قال : الاستفهام هنا قيل في حضرة قوم عيسى ، الذين قالوا بألوهيته وأمه ، حتى يوبخهم على هذا الاعتقاد ، إذ هو أراد قوم عيسى بالخطاب ، مع توجيهه لعيسى ، فالتوبيخ لعيسى في اللفظ والمعنى لقومه ،، وكأنه كما يقول المثل المشهور : " الكلام لك يا جارة واسمعي يا كنة " - والله أعلم - !!
·         ____________________________________________________________________________
·         قوله تعالى حكاية عن أم مريم : " إذ قالت امرأة عمران إني نذرت لك ما في بطني محررا ...فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى. ..وليس الذكر كالأنثى "
الشاهد فيه قوله : " وليس الذكر كالأنثى "
مما لا شك فيه أن ثمة اختلافا جسديا ونفسيا فسيولوجيا وعاطفيا بين الرجل والمرأة. ، وهذا ما لم تقصده الآية، إذ المراد أن امرأة عمران تمنت ذكرا يقوم على خدمة بيت المقدس وهذا شرف عظيم والقيامة منمهام " الذكر " فكان القول : بأن الأنثى التي وضعت ليس كالذكر الذي تمنت إذ الآية لا تتحدث عن الأفضلية بين الجنسين بل لو جئنا لنتعمق بلاغيا لوجدنا أن المفضل هنا الأنثى وقد رفع من قدرها فالمشبه دون المشبه به فعندما تقول محمد كالأسد الأسد نال شرف التشبيه في الشجاعة والقوة وكذا الذكر ليس كالأنثى ..إذا لا يشبه الذكر بأي حال من الأحوال بالأنثى، لأنه لن يصل لمكانتها وأفضليتها !!
·         ____________________________________________________________________________
·         قوله تعالى : " يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور "
في البداية تقديم ذكر الإناث على الذكور هو بلا شك له دلالاته اللغوية والبلاغية كما أن هناك آيات كثيرة يقتضي سياق الآية ذكر الذكر أو الأنثى قبل الآخر فقال : " خلق الزوجين الذكر والأنثى. .."..هذا الأمر ليس إشكالا ولكن المراد الإشارة إليه في هذا السياق هو قوله: " إناثا " بالتنكير وهو الشاهد. .إذ إنه عرف " الذكر "..ودلالة ذلك أن العرب تصون الإناث عن الذكر فالأنثى مستورة مصانة إذ إنك لو سألت عن فلان فتقول له : كيف حالك؟ وكيف حال أبوك وأخوك وجملة الأقارب من الذكور ولكنك لا تقول له بأي حال من الأحوال كيف حال أختك ساره مثلا أو كيف زوجتك فلانة .فهذا لا يليق إطلاقا ومن هنا كان التنكير وحفظ الأنثى عن الذكر والشيوع بين الناس والله أعلم !!
·         _____________________________________________________________________________
·         قوله تعالى :" أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الأرض كيف سطحت " الغاشية "
لاحظ - عفا الله عني وعنك - أنه بدأ بمخاطبة العرب بما هو أقرب لهم في بيئتهم ويتعاملون معه كجزء هام في حياتهم وهو " الإبل " قيل : في هذا إشارة لعلم الأحياء ، إذ إن القرآن هنا ينبهنا لعلوم مختلفة ..ثم تدرج معهم إلى محيطهم ، قيل : وفي قوله : والسماء. ..، إشارة لعلم الفلك، وفي قوله : وإلى الأرض. ..إشارة لعلم الطبغرافيا والجغرافيا .!
·         ____________________________________________________________________________
·         قوله تعالى : " وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم ..."
لاحظ - غفر الله لي وإياك - أنه تعالى ذكر الأنبياء جملة ثم فصلهم بالاسم وكأنه عمم ثم خصص ، وذكره لهؤلاء الأنبياء على وجه الخصوص دون غيرهم - لا شك - له دلالته ؛ إذ هم أولي العزم من الرسل الذين سطروا أروع الصور في الصبر فكانوا قدوة لنا في كل خير " واصبر كما صبر أولي العزم من الرسل " ..ثم لاحظ أخي الحبيب - جعلت فداك - أنه جل في علاه قال : " منك ومن نوح " إذ المقصود هنا نبيه محمد - صلوات الله عليه - لكننا لو تمعنا جيدا لرأينا أنه رتب الأنبياء في ذكره لهم ترتيبا زمنيا " نوح - إبراهيم - موسى - عيسى والمفروض " محمد " حسب الزمن ..لكنه قدم صاحب المقام العلي والذكر المرفوع على غيره من الرسل فاجتاز بذلك الزمان والمكان، كيف لا ، وهو خاتم الأنبياء والرسل ؟ صاحب الدرجة الرفيعة والمقام المحمود إذ يغشى السدرة ما يغشى ما كذب الفؤاد ما رأى ...!!"
·         -____________________________________________________________________________
·         قوله تعالى على لسان سحرة فرعون :" قالوا أمنا برب هارون وموسى. .."
قال ابن عباس : كانوا أول النهار سحرة وآخر النهار شهداء بررة "
الشاهد المستنتج من هذا أنه لا ينبغي الاستهانة بمن تراه كافرا ملحدا عاصيا فقد يدخل الجنة ولم يعمل صالحا قط لكن الإيمان صانع العجائب واليقين الذي رسخ وثبت خلال سويعات عند سحرة فرعون لما شاهدوه فهم يعلمون الحق من الباطل. .وقد نعمل من الصالحات دهرا ونكون أدنى منزلة ممن آمن خلال سويعات. .فلا احتقار ولا ازدراء ولا استهانة بمخلوق فقد يغير العالم يوما ما !!
·         -____________________________________________________________________________
·         قوله تعالى : " فلما سقى لهما تول إلى الظل قال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير "
فقير لعفو ربه. .لمرضاته. .لعونه. ومدده. .فبالرغم من تسخير الله الخير على يديه بقي في أمس الحاجة لربه ولم يقل إلهي وإنما قال رب فالرب فيه معنى التربية والعناية والاهتمام وكأن لسان حاله يقول :" برغم فعل الخير ما زلت بحاجة لك يارب فأنا وحيد مقطوع مشرد خائف هارب لا منجى ولا ملجأ منك إلا إليك. .من لي غيرك في هذه المحنة الشديدة والتي بعدها منحة عظيمة ..فكان فرج ربه قريب جدا. .بأن إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا. ..هذه الأحداث والقصص درس لنا. .نتعلم الحياء من الفتاتين والأدب في الحديث من موسى ومنهن والافتقار إلى الله في كل أمورنا !!
·         _____________________________________________________________________________
·         قوله تعالى : " وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون "
الشاهد فيه قوله : " ولا يصلحون "
والرهط: اسم جمع لا مفرد له من لفظه فإن شئت عامله معاملة المفرد وإلا فالجمع ، ومثله شعب، وقوم.، ونساء ...وقوله يصلحون بعد ذكر يفسدون فإن لذلك دلالة وأهمية، إذ الإنسان في هذه الدنيا مهما بلغ فساده وإجرامه ، فلا بد وأن يكون فيه ولو ذرة خير وصلاح ، ولكن هؤلاء المفسدين ليس فيهم أدنى شيء من الخير والصلاح، فنفى المولى تعالى جنس الصلاح والخير عنهم، لما قال :" ولا يصلحون " زيادة في التأكيد على فسادهم الظاهر البين، ثم كانت النتيجة كما باقي القرى بأن أهلك الظالمون ونجا الله بفضله الذين آمنوا هكذا سنة الله في الذين خلو من قبل، والتعقيب الإلهي بإنجائه المؤمنين رد على من ادعى أن الله أهلك الناس أجمعين صغيرا وكبيرا وذكرا وأنثى، إذ إن عقاب الله لا يطال إلا المجرمين !!
·         ____________________________________________________________________________
·         قوله تعالى : " ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما "
مما هو معلوم أن القرآن الكريم وضع هذا التمييز وحدد ضوابط في إطلاقه الأسماء على الأزمنة ، فمثلا : العام في القرآن غير السنة ، والحول غيرهما الاثنين، والحجج في قول الرجل الصالح لموسى - عليه السلام - :" على أن تأجرني ثماني حجج. ." إذ الحجة غير الثلاثة التي ذكرنا ، وكل منها له مدلوله المعنوي والزماني .لاحظ أنه قيل في التمييز بين السنة والعام : إذا مر على الإنسان اثنا عشر شهرا في شظف من العيش فإنه حينئذ يطلق عليه " سنة " لأن فيها شدة وقسوة ، وإن عاش اثني عشر شهرا في رخاء وراحة ، فإنه يطلق عليه عام، وقصة يوسف وتأويل السبع بقرات توضح ذلك أيما توضيح وغاية في الروعة.
فمن هنا نستنتج حقيقة ولطالما جهلنا كثيرا من الحقائق ..فقوله تعالى واضح أن نوحا عليه السلام عاش 1000 + 50= 150 إذ إنه عاش 50 عاما مرتاحا بعد الطوفان وألف سنة في دعوة قومه وقد لاقى فيها ما لاقى. .فمن هنا يتبين لنا أن القرآن ليس فيه مترادفات ف : السنة، والحول، و العام ، الحجة " كلها مختلفة عن بعضها !!
·         _____________________________________________________________________________
·         قوله تعالى : " قرآنا عربيا غير ذي عوج "
أحيانا كنت أستمع إلى خطب أو دروس أو كلام يلقى في مواقف رسمية ، فإذا ما أخطأ المتحدث يرن الخطأ واللحن في أذني ، فأعلم أن ثمة خطأ حصل لم تستسغه الأذن ، ولذا فالنحو أذن موسيقية، وهذا ما يفهم من قوله تعالى، فاللغة العربية لغة استقامة لد، و لسانها غير ذي لبس ، وغير ذي شك ، وغير ذي لحن ، والمتكلم إذا لحن قديما عند العرب كان يعدون ذلك سقطة فظيعة بحقه كمن اقترف جرما شنيعا، حتى قيل :" اللحن في الكلام أقبح من الجدري في الوجه " !!
·         -_____________________________________________________________________________

قوله تعالى : " الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس "
الشاهد فيه قوله : " يتخبطه الشيطان من المس "
إن من الأمثال المعروفة لدى العرب قديما وحديثا في واقعنا قولهم : " يتخبط خبط عشواء " ، وأصل التخبط : عدم الانتظام والاضطراب ، وأصل المثل هذا مأخوذ من قولهم : ناقة عشواء ؛ أي لا تبصر ، وعشواء مؤنث أعشى، وهو ضعيف البصر ، هذا كله من الناحية اللغوي وما لأصل هذا الكلام من ارتباطات، لكن الذي يهمنا هو " يتخبطه الشيطان " فكيف ذاك؟. .. الإنسان الواقع في الربا المعد من أشنع الكبائر الذي ينظر لحياة هذا الإنسان يجدها حياة مأساوية جهنمية، فتارة هو مريض ، وتارة ابنته، وتارة زوجته، تحمل طنجرة الطعام الساخن فإذا هي منزلقة على يديها أو وجهها أو. . .كل هذا والكثير مما سمعته عن آكلي الربا هو من حرب الله على المرابين ومن تخبطهم واضطراب حياتهم وحركتهم كمن مسه الجن فهو في جنون حياتي وجحيم معيشي ..اللهم إنا نعوذ بك من الربا وما يقرب إليه !!
_____________________________________________________________________________


قوله تعالى : " رب اجعل هذا بلدا آمنا ..." " البقرة "
وقوله :" رب اجعل هذا البلد آمنا. ..." إبراهيم
وردت هذه الآيات على لسان إبراهيم نبي الله أبي الأنبياء عليه السلام. .والشاهد فيه قوله :" بلدا والبلد " في الأولى والثانية. .إنه إذ قال الأولى بالتنكير قبل أن تكون مكة عامرة إذ كانت مكان قفرا وللتنكير بلا شك دلالته والثانية معرفة بال حيث جاءت بعد أن أصبحت عامرة ولما عمرت تغير المعنى بعد دخول الألف واللام وبالتالي تغير الإعراب كليا وأصبح ثمة فرق دلالي ونحوي بين الأولى والثانية إذ كانت الأولى قبل مجيء الإسلام والثانية بعد مجيئه فكيف لا يتغير المعنى ومجيئه كان إخراج الناس من الظلمات إلى النور ؟!!!
_____________________________________________________________________________
قوله تعالى : " ناقة الله وسقياها
الشاهد فيه قوله :" ناقة الله "
من المعلوم أن إضافة الاسم النكرة لاسم معرفة تكسبه التعريف، ولكن هنا إضافة لفظ الجلالة للناقة إضافة تشريف لا إضافة تعريف فالله عزو جل أعرف المعارف وغني عن التعريف فكان من الشرف أن يضاف مع اسمه لفظ الناقة !!
-_____________________________________________________________________________
قوله تعالى : " ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن. .."
الشاهد فيه قوله : " أو آبائهن " ..يعني أبو المرأة ، لكنه لم يذكر عم المرأة وخالها لماذا؟ 
يقولون في أحاديثنا اليومية وتعاملاتنا : يا عم ممكن تعطيني هذا الغرض " أو ، لا يا خال أنا مش كذا. ." مع أنه ليس بين المتحدث والمتحدث معه أي صلة قرابة البتة ، فكيف به يقول يا عم ويا خال، ؟ ، وهذا ما جرى في هذه الآية ، فلم يذكر المولى عز وجل العم والخال إذ هما بمنزلة الأب للمرأة فالحكم الذي يجري على الأب ينطبق عليهما، فلم يذكرها وهذا من إعجاز القرآني فإعجازه في إيجازه !!
والله أعلم

_____________________________________________________________________________
قوله تعالى : " وقدموا لأنفسكم
جاءت هذه يا سادة في معرض حديث القرآن الكريم عن العلاقة الحميمة بين الرجل والمرأة إذ إن المرأة في هذه الحالة أحوج إلى " الملاعبة والمداعبة " والاستثارة الغرائزية أكثر من الرجل ذاته علميا وفسيولوجيا ، ولكن الذي تجدر الإشارة إليه انه قال : " لأنفسكم " ، وليس " لأنفسكن " هنا الشاهد، ذلك لأن الرجل في طبعه أناني يحب نفسه وما يشبع غريزته وحاجته ففي الاستثارة مصلحة للرجل أكثر من المرأة والخلاصة أنه حتى في العلاقة الحميمة تقوم الأمور على المصلحة فلذا قال " لأنفسكم " .!
-____________________________________________________________________________
قوله تعالى : " إن كيدكن عظيم " على لسان العزيز 
وقوله : " فيكيدوا لك كيدا " على لسان يعقوب بن إبراهيم - عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم- لاحظ - يرعاك الله - مجيء " كيد " في الأيتين، والكيد في اللغة إرادة المضرة للغير خفية ، وكاد يكيد كيدا والجمع كيود ، وهذا الفعل ورد في القرآن في مواضع كثيرة منها ما هو " مذموم " - إن صح التعبير - ومنها ما هو " محمود " كقوله تعالى حكاية عن إبراهيم : " وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين. ." فليس الكيد سيئا دائما فهناك كيد الله للكافرين إذ يجازيهم لقاء أعمالهم. .وعلى أية حال فإن كيد النسوة لا يعد أشد كيدا من كيد الأخوة، إذ إن كيد إخوة يوسف أشد من كيد النسوة وهو ما عبر عنه بتأكيد الفعل من خلال مصدره " كيدا " ، فمما يؤخذ من ذلك أن أبناء جنسك قد يكونون أشد ضررا لك من بنات حواء - والله أعلم - !!
_____________________________________________________________________________
لفت انتباهي تكرار قوله تعالى في سورة البقرة في الآية الأربعين والسابعة والأربعين ، إذ تكرر قوله : ( يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم. .)
وقوله في الأخرى : ( يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين )
في حقيقة الأمر أن من فوائد النداء هنا أنه خرج لمعنى التودد والتحبب والرفق واللين كما في نداء إبراهيم لأبيه : " إذ قال إبراهيم لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك من الله شيئا .. ) وقد تكرر النداء ب .( يا أبت ) في أربعة مواضع من نفس السورة والقصة التي عدد آياتها إحدى عشرة آية، وهنا لا بد من القول أنه يستنتج من ذلك أنه لزام على الداعية في دعوته إلى الله تعالى أن يتحلى بالرفق ولين الجانب والتودد لمن يدعوه تحبيبا له في دعوته، إذ إننا نلحظ حرص إبراهيم عليه السلام الشديد في إخراج أباه من الكفر والطغيان إلى التقوى والإيمان واستنفاذ كل السبل والوسائل لذلك ، كيف لا ، ورب العزة جل جلاله قد تودد هو ذاته لبني إسرائيل وأرفق بهم في خطابه لهم؟ ، ومع ذلك أصروا واستكبروا استكبارا وعتوا عن أمر ربهم رغم كل ما أعطاهم الله إياه وبرهن لهم به إلا أن طبع الإنسان جحود كفار، وما يستنج من ذاك هو كن في دعوتك في كلامك في حديثك في تعاملك في كل أمور حياتك كما أمر الله بذلك ..كن كإبراهيم في تودده لأبيه حتى قال : " سلام عليك سأستغفر لك ربي. ." هكذا ..ونحن في بدايات شهر مبارك فيا حبذا لو نتصالح مع أنفسنا ومع بعضنا ومع ربنا ونطهر هذه المضغة من الضغائن والأحقاد حتى ينطبق علينا قول ربنا " إذ جاء ربه بقلب سليم " !!
____________________________________________________________________________

قوله تعالى : " ويزدكم قوة إلى قوتكم. "
جاءت هذه الكريمة في سياق الحديث عن الاستغفار وجلالته وعظمته على لسان أحد الأنبياء ، إذ يسبقها قوله : " ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة ..." 
الاستغفار ؟ وما أدراك ما الاستغفار؟ لست بمعرض الحديث عنه وكلنا يعلم أهمية الاستغفار في تفريج الكروب وإزاحة الخطوب، ،،
لكن ما أود الإشارة إليه هو ما القوة التي قصدت هنا ؟ وإلى أي مصرف تصرف فيه هذه القوة؟
الإنسان المكثر للاستغفار يؤتيه الله عز وجل قوة فوق قوته ؛قوة بدنية ومادية ، حتى قيل في القوة هنا أنه رفع قدرة الزوج على إتيان زوجه وهذه نعمة أيضا، والاستغفار سبب لاستجلاب جميع أنواع الرزق بعمومها وشمولها !!!
والله تعالى أعلى وأعلم
_____________________________________________________________________________

قوله تعالى : " بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق "
في تأملاتي لهذه الآية المباركة قد أكون وصلت فيها وفي غيرها إلى ما لا قد أستطيع توضيحه بالصورة التي يراد، بيد أنني أجتهد في ذلك بما مكني فيه ربي، ،
الشاهد في الآية الكريمة قوله : " فيدمغه "
تقول العرب : " فلان دَمغَتْهُ الشمسُ " ،
أي : أصابت دماغه فآذته !
وفي المعجم : " ودمغت الشمس فلانا " ، أي " آلمت دماغه "
إذا نحن نريد أن نصل لدلالات " يدمغه "
شبه المولى تعالى الحق بحجر أو أي جسم صلب يضرب الباطل الزائل فيجعله متناثرا متفرقا زائلا ماحقا، إذ إنك لو جئت بربدة تراب وقذفتها بحجر فإنك سترى كيف تتفتت وتتناثر بعدما كانت كتلة واحدة، لكن هذه الكتلة هشة سوف تتناثر بأقل ضربة..
إذا الباطل متفرق مشتت ومتعدد ولذا قال : جعل الظلمات والنور " بجمع الظلمات التي مفردها ظلمة وإفراد النور الحق الواحد الثابت الذي لا يزول!
إذا، الله عز وجل هنا يقتل الباطل مهما تعاظم وكبر ، كمن يقتل إنسانا بأن يضرب دماغه بشيء فيقتله !
والله تعالى أعلى وأعلم
_____________________________________________________________________________

" والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين "
لم يذكر التين في القرآن الكريم إلا في هذه السورة، ولم تسم سورة قرآنية باسم من أسماء الفاكهة إلا هذه السورة ، ولذا تعد هذه السورة إشارة للأنبياء الثلاثة أصحاب الديانات السماوية الثلاثة ، فالتين إشارة إلى النبي عيسى والزيتون كذلك وهما من ثمار الأرض المباركة فلسطين، وطور سنين إشارة للنبي موسى الذي كلم الله موسى من عليه ، والبلد الأمين إشارة لصاحب المقام العظيم ، و الدرجة الرفيعة محمد بن عبد الله عليه وعلى إخوانه الأنبياء أفضل الصلاة والتسليم !
______________________________________________________________________________

قوله تعالى : " والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين "
إن مما لا شك فيه أن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم. يهدي للسعادة والصلاح والتقوى والفلاح. يهدي لعمارة الأرض وإصلاحها وإقامة العدل والمساواة بين الناس قاطبة .فما أرسل عليه السلام إلا رحمة للعالمين. وهذا معلوم. .لكن ما أود الإشارة إليه هو الفعل المضارع المشدد ثالثه " يمسكون " بتشديد السين، فإن من معاني زيادات الأفعال في اللغة المبالغة والتكثير للفعل المشدد، وكأن التمسك بالقرآن صعب أو يحتاج لجهد ومشقة للسير على خطاه وكأنك ماسك للجمر في يديك ، ذلك لأنه سيكون غريب وسط قومه ، وكيف لا ، ومن تمسك بهذا الكتاب الذي لا تزيغ به الألسنة من تمسك به عصم وأجر وكان في الدنيا قبل الآخرة من المصلحين الصالحين الذي يصلحون في الأرض ولا يفسدون هكذا؟ !
قوله تعالى : " فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه "
السؤال : لماذا الغراب عن سائر الطيور؟
هل ثمة مميزات للغراب تجعله كفئا لهذه المهمة ؟
______________________________________________________________________________
قوله تعالى : " وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا " . . الفرقان 
الشاهد فيه قوله : " صهرا " 
يقولون : صهر المعدن بالنار أي أذابه، وصهر الشحم " يصهر به ما في بطونهم والجلود " وثمة معان كثيرة له من الناحية اللغوية. 
لكن القرآن الكريم هنا أراد أن يوضح ويبين في استخدامه لهذه الكلمة لدلالات أعمق في علاقات الناس الاجتماعية والتي لم تتكون إلا بسبب المصاهرة والتزواج والتكاثر حتى أصبحنا شعوبا وقبائل متعارفين بيننا صلات كثيرة تربطنا في إطار مجتمع واحد من بينها صلة القرابة والمصاهرة، إذ إنك لتلاحظ أن الصهر ليذوب في كينونة المصهورين أي أنسباءه حتى إنه ليصبح فردا وعنصرا وواحدا منهم ما يجري عليه يجري عليهم ... وإنك أخي القارئ لتعجب أشد العجب مما ترى وتسمع من مشكلات بين الصهر و مصاهريه من أنسبائه ، فترى الصهر حاقدا مقاطعا لبيت أهل زوجه وخاصة أبو زوجته ولا يصل بيتهم إطلاقا وهذا ما يتنافي مع هذا القول الرباني الكريم الذي حث على الألفة والتآلف والتعاضد  !!

قوله تعالى : " يتنازعون فيها كأسا لا لغو فيها ولا تأثيم " الطور
لقد تكرر ذكر حرف الجر مع مجروره " فيها " والجار ومجروره متعلق أو عائد على الكأس، فماذا يعني التكرار ولماذا ؟
إن من فوائد التكرار التوكيد، توكيد المعنى أو الفعل ودرء أي شبهة بالتوكيد، فنرى أنه أكد وكرر فيها مرتين لدرء أي شبه أو كلام لا يقوم على برهان والمتعلق بتشابه خمر الدنيا مع خمر الجنة إذ لا يوجد مقارنة ولا شبه ولذلك قال. : لا لغو فيها ولا تأثيم ، إذ إن في ذلك إشارة ودليلا لمن يدعي شبهة ، فشارب خمر الدنيا عند شربها له لا يخل شربها من كلام ساقط فاحش وبذيء وما يتبع شربها من آثام ومبيقات، لكن خمر الجنة، فلا - والله أعلم -



قوله : " والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة ، يعني الشيء المركوم بعضه فوق بعض وعندنا يقولون : قنطار تبنا ،، وإنما قنطر هنا، لأن الإنسان من طبعه طماع هلوع غير قنوع إذا حصل شيئا يريد آخر لا يشبع إذا كان معه مثل جبل أحد ذهبا لاحتاج آخر ولا يملأ فم ابن آدم إلا التراب  !!


قوله تعالى: " هلك عني سلطانيه "

كم قرأت هذه الآية فلم ألتفت لشيء فيها جهلا أو تقصيرا أو غير ذلك ، إذ يتضح لنا هنا أهمية سماع القرآن الكريم وكيفية نطقيه بأخذه عن غيرنا من المتقنين له، وإملاؤه قراءة على ثلة من المتقنين له حتى يجيزوا لنا أننا أتقناه بالوجه المراد ... والآية سالفة الذكر لو نظرت للهاء في المصحف لوجدتها مشددة إذ إنك عند نطقها مشددة تحتاج لطول نفس حتى يكاد ينقطع فمن هنا نلحظ الرابط بين الآية ونطقها، فكأنك بقراءتها تكاد تهلك لانعدام النفس لو استمرت في نطقها مشددا، وكذلك الإنسان في الحياة لا ينفعه ماله ولا جاهه بل هلك سلطانه فلم يبق إلا عمله - والله تعالى أعلى وأعلم وبما قال أحكم - !!



قوله تعالى : " وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَصِفُونَ " 
﴿١٠٠﴾ الأنعام-٦
الشاهد فيه قوله : " وخرقوا له ... "
الخرق في اللغة الاختلاق والابتداع في القول زورا وبهتانا وجهلا، والخرق، وهي من المعاني الصلة بها ويقال : خرق. يخرق. والمصدر خرق ، وهو فعل ثلاثي لازم ، متعد بحرف الجر .. ومن معاني الخرق :" الحمق والجهل والغباء إن شئت، ولذا يقولون : أأخرق أنت ؟ أجننت ؟ وقول الشاعر : 
خرقاء يلعب بالعقول حبابها ...
والخرقاء : البلهاء ..الغبية .
وقد جيء بهذا الفعل في هذا الموضع مع الاستغراب بين علاقة الافتراء على الله عز وجل والغباء والحمق ، إذ إن الأحمق الغبي لا يصدر عنه إلا حمق وغباء وكلام بلا دراية وبلا منطق وحكمة ، و يقال عبثا وجزافا ، فهو لا يعي ما يقول لغبائه، فما كان من هؤلاء الخرقى إلا أن افتروا على الله بهذا الكلام الغبي الجاهل الذي لا يقبله عاقل، وكأنما أراد إلصاق الحمق بهم حتى في كلامهم إضافة إلى أفعالهم فكان المقال مناسبا لمقتضى الحال ، - والله تعالى أعلى وأعلم - !!
ولعل من أهم ما تعلمنا إياه قصة الخضر مع موسى عليه السلام هو الصبر في طلب العلم وعدم استعجال الرد والنتيجة والأدب في الاستماع للمعلم وعدم مقاطعته وإنكار ما يفعل ، لأنك جئت لتتعلم ما تجهل! فلم تقاطع قبل أن تتعلم وتتعرف وتعي مكامن الأمور؟
...وتعلمنا سورة الكهف عدم اليأس وعدم الخضوع والاستسلام للواقع والقول الواقع والواقع ولا يسمح والظروف والأوضاع ووو كل ذلك أنت من تجعل الواقع جميلا وأنت من تجعله صعبا كئيبا، لذلك فانطلقا. ..فانطلقا. ..تكرار الانطلاق يدل على روح المبادرة والعزيمة والسير للأمام بخطى ثابتة واثقة نحو الهدف المرجو ..
قوله تعالى : " لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا "
تعطينا سورة الطلاق دروسا عديدة في الإيمان والصبر والتقوى وفرج الأمر بعد الكرب ، وقوله " قدر " بمعنى يضيق أو اضيق، و السعة من الوسع و الاتساع والشاهد في الآيات أن الإنسان المؤمن الذي يعاني ضائقة ما ترشده الآيات إلى أن ينفق من أي شيء عنده آتاه الله إياه وليس شرطا أن يكون مالا وهذه صدقة يقدمها فمثلا أنت لديك علم ، علم الناس، لديك طاقة إيجابية وقوة بدنية ساعد الآخرين فهذا إنفاق ، وبعدها ستسير لك بمنطق الآية في قوله آخرها سيجعل الله بعد عسر يسرا ..يسر يا رب أمورنا وفرج كروبنا !_________________
قوله تعالى : " وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَالله يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ " " آل عمران "
المعنى اللغوي : كظَم الرّجُلُ غيظَه / كظَم الرجُلُ على غيظِه : كتَمه ؛ حبَسه وأمسك على ما في نفسه منه على صَفْح أو غيظ .
والغيظ : هو الشعور بالغضب الشديد .
والعفو : هو نسيان خطأ المسبب لهذا الغضب ومحوه كأن لم يكن ويقال في اللغة : عفت الريح ؛ أي محت الأثر ...
ومن الناحية النفسية عندما يحبس الإنسان غضبه ، ولا يستطيع التنفيس عنه فإن لذلك آثارا سلبية على نفسه إذا لم يتبع ذلك بالعفو ، فقد يصاب بأمراض نفسية وعضوية ، فمن هنا كانت منزلة كاظم الغيظ انه من المحسنين الذين يحبهم الله ، إذا أتبع ذلك بالعفو ، ويا له من جهد وإرادة بحاجة لقرار جريء من صاحبه في أوج غضبه كيف يضبط نفسه ويعفو احتسابا للأجر ولبلوغ مرتبة المحسنين ، فلو حصل هذا هذا لرأيت انخفاضا في الجُنوح المجتمعي ومشاكله ولكان مردود ذلك إيجابيا على المجتمع ، فالقرآن بذلك يعطينا توجيهات لمجتمع خال من المشاكل والجريمة ، خال من الأمراض والعقد القلبية والنفسية ..نعم هذا توجيه القرآن بل ويوجهك ضمنا لتحويل هذه " الطاقة السلبية " الكامنة في داخلك إلى طاقة إيجابية ومنطق عملي وديناميكة مهارية يكون ناتجها إيجابيا لك وللآخرين .!

من جميل ما لفتني وجذبني قوله تبارك وتعالى : " وفي السمآء رزقكم وما توعدون فورب السماء والآرض إنه لحق مثلما أنكم تنطقون "لو تأملنا كلمة السماء لوجدانها من الأسماء الممدودة في اللغة ولهذا دلالته من التركيز في المد على السماء ، ولو لاحظنا قوله :" تنطقون " وهنا الشاهد الذي أريد ، وتساءلنا لماذا تنطقون ، وليس تنامون أو تأكلون أو تشربون أو أي شيء آخر ، ذلك لأنه لا يمكن أن يشك أحد في أنه ينطق إطلاقا ، فرزقك حق كما أنك تنطق حقا لا محالة ولا جدال ونقاش فيه ، وتلك حالة إيمانية لا يصل إليها إلا من أيقن ، ذلك " وأن الله هو الرزاق ذو القوة المتين " ، وكلام الناس أن قطع بأن أحدا يستطيع قطع رزق احد كلام لا قيمة له ولا وزن !!

" لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد "

يقال في العامية لشخص شعر من آخر بغيظ وقهر فلم يستطع النيل منه : " آخ بس لو يرجع وأشوفوا إلا ... آخ لو إني معي مصاري أو حدا ساند ظهري .." ومن هذا القبيل .. 

إن لوطا - عليه السلام - شعر بغيظ وقهر مما فعل قومه بالضيوف ، وبرغم أنه نبي الله ومؤيد من عنده إلا أنه كان يتمنى وبه بصيص أمل بإيمان قومه ورشدهم ورجوعهم للطريق القويم السليم .فمع أنه يمتلأ غيظا وقهرا عليهم إلا أنه يرى بصيصا بأن يرشدوا ويهتدوا وذلك درسا نتعلم منه الصبر والحلم والأناة وعدم التعجل فلعل وعسى يتغير الحال في ومضة عين رغم أن كل الدلائل تشير إلى استبعاد ذلك ولكن عند الله إذا قال للشيء كن فيكون - والله أعلم - !
-------حاشية 
لوط : إن مما لاحظته أن كثيرا من الناس يمتعض من تسمية ابنه لوطا مع أنه اسم نبي وفي ذلك تفسير بأن قبح وشناعة قوم لوط التصقت بهذا الاسم فصار دارجا أنه إذا ما سمع اسم لوط يتبادر للذهن أفعال قومه الشنيعة. والله اعلم !
وتحقق العدل يوم القيامة هو من كمال الذات الإلهية فلو لم يتحقق فيعتبر هذا نقصا ..فهل يعقل أن يظلم إنسان آخر في الدنيا ويقهره ولا يقتص منه وينتقم؟...
...لذلك " أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون. " ...و " أفنجعل المسلمين كالمجرمين " ..." أم حسب الذين أجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم " ..
والميسر ما سمي ميسرا إلا لأن المتقامرين يأخذ أحدهم المال من الآخر بكل سهولة ويسر وبلا تعب وهذا محرم شرعا فالحصول على المال يجب أن يكون مشروعا وكذا الحال مع المرابين الذين يأكلون أموال الناس بالباطل !!

" تاملات في آيات "
قوله تعالى : " ... وادفع بالتي هي أحسن "
إن القرآن كتاب محكمة آياته أي في دقة لفظية ولغوية عالية فهو الذي لا تزيغ به الأبصار ولا تلتبس به الألسنة ...
في الآية الكريمة لم يقل " ادفع بالحسنى .." إن من المعلوم في اللغة أن أحسن اسم تفضيل على وزن أفعل والىية الكريمة تحث على أن يدفع الإنسان المسلم السيئة بأحسن وأفضل ما عنده فهو السبيل لدرء المفاسد وكسب القلوب مع كثير من الناس فقد تهدي قلبا قاسيا إذا قابلته بالأحسن !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق