كلمة حق تقال أن الجمهورية العربية السورية - وبغض النظر عن الخلافات والاختلافات
في وجهات النظر - قد حافظت على ثوابت القضايا العربية ومبادئها ولم تتزحزح عنها
وخصوصا القضية الفلسطينية ويشهد بذلك تاريخ حافظ الأسد في مفاوضاته مع العدو في
مدريدَ وغيرِها ، وهناك كتاب للدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والتي تتحدث
فيه عن أسرار تلك المفاوضات وما كان يجري خلف الكواليس وكيف كان حافظ الأسد يفاوض
عبر الوسطاء وكان يرفض زيارة أمريكا ما دام هناك شبر محتل من الأراضي العربية ومن
جاء بعده حافظ على تلك الثوابت والمبادئ ، فلا أحد ينكر مدى اهتمام القيادة
السورية وشعبها بالقضية الفلسطينية وأن العلم الفلسطيني مرسوم ويرفرف جنبا إلى جنب
مع العلم السوري في شوارع دمشق ومطاراتها وأماكنها العامة ومؤسساتها ، وقد كان
موجودا جنبا إلى جنب داخل أروقة مجلس الشعب ومن ينكر ما قدمته سورية للمقاومة
الفلسطينية وغيرها بكافة أشكال الدعم..فعاشت سورية حرة عربية أيّا كانت قيادتها
وستبقى سورية شريفة طاهرة من الخونة والعملاء الذين يتخذون من بلاد لطالما حرضت
وتحرض ودعمت وتدعم الذي يعيثون في البلاد الفساد والخراب والقتل والتدمير - ولا
يعني ذلك تبرئة الطرف الآخر من أخطاء ارتكبها - فهؤلاء يتخذون منها منبرا لتحقيق
مآربَ مشبوهة هدفها حماية بني صهيون ، فمن يعالج جرحاه في مستشفيات العدو لا أعتقد
أنه يريد خيرا لسوريّة ، فهذه المعارضة الغبية التي تحاول إسقاط نظام أو شخص ألم
تأخذ درسا من ثورات سبقت وما آلت إليها الأحوال في هذه البلدان ؟ أليس لها في ذلك
عبرة ودرس ؟ هل زوال نظام أو شخص سيحل المشكلة ؟ باعتقادي لا ولنا في ثوْرات خلت
عظة ودرس وما آلت إليه أحوال تلك البلدان من حروب وصراعات وتخريب وقتل وتدمير فيها
حرقت الأخضر واليابس إنهم يسعون لجر سورية لهذا المستنقع لكي يقضوا على هذا البلد
العربي الداعم للمقاومة والقضايا العربية في صراعاتها مع الاحتلال ..!!
العداء التركي لسوريا قديم حديث ، والمسبب الرئيس لهذا العداء هو الاستعمار عندما
تم اقتطاع لواء الاسكندرونة من سورية لتركيا، وما نتج عن ذلك من توترات ظلت حتى
أمد بعيد ثم عادت وتحسنت قبل ما يسمى بالثورة السورية وخلال الفترة التي ساد
التوتر فيها بين البلدين استخدمت تركيا أساليبَ قذرة وقحة حيث تم استخدام ما يسمى
بظاهرة (تسييس المياة) ؛ أي منع مياة الفرات القادمة من تركية إلى سورية ؛وذلك
لتقييد وضرب الاقتصاد السوري ، فالاقتصاد السوري منافس للتركي كما يعتبرون ، فهي
استغلت النزاعات والخلافات السياسية لأهداف ومآرب أخرى ، وكادت تنشب في بداية
التسعينيات حرب بين البلدين وعدة حروب بينهما لولا أن تم توقيع معاهدة واتفاق
بينهما سميت باتفاقية (أضنة) ، وإضافة إلى ذلك المسلسلات السورية التي تظهر ما
مارسه الأتراك من ظلم واضطهاد في سوريا ، كان لذلك تأثير في العلاقات بينهما ..كل
ذلك وغيره يتأكد وتأكد منذ بداية ما يسمى بالثورة السورية ، وماكان لتركيا من دور
سلبي فيها ، وكلنا يعلم ما تقدمه تركية للمجرمين والمفسدين من دعم وتسهيلات عبر
حدودها سعيا منها لتغيير النظام ولكن ذلك لم يغير شيئا فقد سقطت سوريا ولم يسقط
الأسد ، إنهم يسعون لتدمير هذا البلد العربي الأصيل الجميل ، فلعنة الله على
الظالمين المفسدين..!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق